============================================================
القانسون وأما بحسب المتعلم فحاصله، أن يعوقه عائق عن الوصول إليه، وأما عدم الانتفاع به بعدك1 حصوله، فهو مما مر. ويكون عدم الانتفاع به المذكور قبيله بوجهين: الأول، في حق صاحبه، أما عند الله بأن لا يريد به وجهه، فيحرم من ثوابه والقرب به مسن الله تعالى، واما عند الناس بأن لا يرزق حظوة ولا رزقا، وهذا أهون. والثاني، في حق غيره، بأن لا ينتفعوا على يده، وقد يكون معذورا في ذلك، فلا يفوته حظه من الله تعالى، وقد يكون غير معذور، فيكون وبالا عليه، وسنلم بشيء من هذا في غير هذا المحل.
(عوائق المتعلم) أمسا عوائق المتعلم، وهي المقصود ذكرها في هذا الفصل، فمنها طول الأمل، والاغترار بالزمن المستقبل، وأن سيحصل فيه، فتتزايد عليه الشواغل، وتضعف أسباب 1 التحصيل ولا تعود، ومنها الاغترار بالذكاء، وأن سيحصل2 العلسم ( في الزمن اليسير، فيتراخى حتى يقطع عن ذلك. ومنها الانتقال من علم إلى آخر، قبل أن يحصل منه المسراد، أو من كتاب إلى كتاب كذلك. ومنها طلب الحظوظ به، فتشغله عن التحصيل والتحقيق، وتستعجله عن دوام الطلب فينقطع، على آنه لو حصل شيء منها على هذه النية، لم يكن له طائل، وكأنه لم يحصل. ومنها ضيق الحال، وتعذر أسباب الاشتغال، وذلك بالفقر وتطاول الأمراض ونحوه.
ومنها الاتساع في الدنيا، والاشتغال بتوفيرها وتنميتها، وتعاطي ملاذها. ومنها تقلد الولايات ولو دينية، كالقضاء والإمامة الصغرى، وتعليم الصبيان، فإن ذلك كله ونحوه عائق عن الاستغراق في الطلب. ومنها الاشتغال بتحصيل الدنيا، حرصا عليها واعتثاء بها، فقد 1- سقطت من ج 3 ورد في ج: يستحصل:
مخ ۴۲۴