============================================================
القانسون الفكر وقوة الحفظ وسنشير إلى شيء منها، ولذا شاع عند المتعاطين للعلم، إذا ذكروا الشرائط والأسباب، أن يعدوا الشيخ الفتاح، والكتب الصحاح، والقدر الفواح1.
وأما الفقر فإنه يكون مع توفيق الله2 وعصمته، سبب للتحصيل، وذلك من أوجه: الأول: أنه يكون معه التجرد عن الشواغل الدنيوية أخذا وعطاء، وحراسة وانتهاضا، لتنمية المال ونحو ذلك. الثاني: أنه تخمد معه النفس غالبا، فيذهب عنها الكبر المايع من التعلم، وما يلزم ذلك من التفاخر والتباهي، والتضاد والتعادي، وتذهب عنه 160 الشهوات النفسانية الموقعة في المعاصي، واستعجال التأهل ( القاطع عن الطلب، فمن العصمة الا تجد. الثالث. أنه برجى معه شدة الافتقار إلى الله تعالى، ووجود الاضطرار الذي هو مفتاح الاستجابة، قال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاە3، وذلك كفيل بكل خير، ولذا يقال: "لولا اولاد الفقراء لذهب العلم، أو لضاع العلم"، ومن أراد الله به بايا جعل له إليه سبيلا، (لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع)4.
1- لظم العلامة المحقق محمد كنون (ت: 1302ه) هذه الشرائط بقوله: المتعلم شروط تنحلى قد قيل قبلي في الزمان الأول كتب صحاح ثم عقل راجح وشيخ فتاح وقسدر فائح وفي قانون اليوسي ذي المقالة وزاد بعض تركه البطالسة النشر الطيب/1: 138.
3- ورد في ج: مع التوفيق 3- النمل: 62.
9 - أخرحه مالك بهذا اللفظ في كتاب الجامع، باب جامع ما جاء في أهل القدر.
مخ ۴۰۴