============================================================
القانسون (في آداب مخاطبة الشيخ) التاسع : أن يحسن الأرب في مخاطبته للشيخ جهده، فيخاطبه خطاب تعظيم وتبجيل، ويقبل قبول مطيع مذعن، فمتى ذكر الشيخ أمرا فلا يقل لا نسلم هذا، أو من قاله؟ أو من ذكره؟، فإن أراد استفادة هذا، فليتلطف وليكن في مجلس آخر، ولا يقول لم ذاك؟، فقد قيل: "من قال لشيخه لم لم يقلح أبداه، وجاء لبعض المشايخ الصوفية تلميذ له فقال له: "يا سيدي رايت فيما يرى النائم، كأنك تقول لي كذا، فاقول لك لم هو؟ه، فقال له الشيخ: "اذهب عني ولا تاتيني أبدا، فإنك لولا أنك تجوز في نفسك، أن تقول ذاك، لم تره في منامك".
ومتى سمع من الشيخ أمرا فليستبشر به في الحال، وان كان قد علمه كما مر، وإن ظهر أنه خلاف الصواب، وأصر الشيخ عليه لغفلة او قصور، فلا ينكر عليه ولا يلاججه، إذ لا عصمة إلا للأنبياء عليهم السلام، وليتحفظ من مواجهة الشيخ بصورة الرد عليه، كأن يقول له: "أنت قلت كذا، ومرادك في فهمك، أو خطر لك كذاه، فيقول: "لا ما قلت هذا، وما خطر لي هذا، وما هذا مرادي" ونحو ذلك، أو بصورة لا تليق في باب الحكايات، كأن يقول عند خطابه الشيخ: "قال لي فلان أنت جاهل، او لا خير فيك، أو فعسل الله بك"، وليفير هذه العبارة، كأن يقول: "قال لي فلان"، يعني نفسه هو جاهل، أو الأبعد يعني نفسه جاهل، أو نحو ذلك، أو بما يجري على ألسنة جفاة العوام فيما بينهم، كقوله للشيخ عند الخطاب: "أسمعت أفهمت؟، اتدري؟، أتعرف؟ ونحو ذلك، والعرف قد يختلف والضابط هو ما مر، من مراعاة حفظ قلب الشيخ، فللعبارة أثر، بل وللنظرة، وللجلسة، فليحافظ على ذلك كله.
مخ ۳۸۸