============================================================
القالسون لا بنصحان إذا هما لم يكرما ان المعلم والطبيب كلاهمسا واصبر لجهلك إن جنوت معلما فاصبر لدائك إن جنوت طبييه وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "ذللت طالبا وززت مطلوبا".
(وجوب معرفة حق الشيخ وشكر صنيعه) السادس: أن يشكر له ما أسدى إليه من السعي في مصالحه، حين لا تكون ملائمة لطبعه، كان يحضه على خير، أو يزجره عن سوء، أو يعنفه على ذلك، أو يضيق عليه لصلحته فيه، وكل ما يفعله من ذلك به، فليعتقد فيه الخير، وليتأوله أحسن التأويل، وليرج عاقبته، وليقدم فهم الشيخ على فهمه، ورأيه على رأيه، كما قال الصحابي: "اتهموا رأيكمه، ومتى أعلمه الشيخ بفائدة أو حكمة، أو لطيفة من دقسائق الأرب كان علمها، فلا يظهر له أنه كان عالما بها، وليشكر شكر من لم يعلم، اللهم إلا أن يتعلق غرض الشيخ، بشهادته بها مثلا، فليذكر ذلك، والضابط في السعي حفظ قلب الشيخ، وفي استجلاب أمثالها منه على الدوام، وليراع حق الله في ذلك عليه لا مجرد الانتفاع.
(التزام الأدب في الدخول على الشيخ) السابع: أن يستعمل الأدب في الدخول على الشيخ، فيدخل عليه فارغ القلب من الشواغل، حسن الهيئة نظيفها، باحترام ووقار، فإن كان الشيخ في محل خاص، فليستأذن برفق، فإن لم ياذن له انصرف سليم القلب، وان كانوا جماعة وأذن لهم، فليتقدم للدخول افضلهم وأسنهم وللسلام، ثم يسلم الأفضل فالأفضل، وإن دخل عليه في محل خاص، ثم وجده مع واحد يتحدث معه ثم سكتا، أو في شغل فأمسك عنه، ولم ييداه بالكلام ولا باسطه، فليسلم سريما ويخرج، إلا أن بلزمه الشيخ المكث، ويختلف الحال في ذلك، والضابط مراعاة الأدب، وحفظ القلب كما مر.
مخ ۳۸۵