قلائد العقیان
قلائد العقيان
د چاپ کال
1284هـ - 1866م
همي به للعارف انسجام، وأفصح منها استعجام، فوسم علمه إغفالا، وأوضح فهمه أشكالا، وغدت به العلوم قد فض ختامها، وانتقض قتامها، وسهل صعبها، وسلك شعبها، ثم مضى فسد الدهر مطلعه، وضم عليه القبر أضلعه، فأضحت المعالي قد أقفر ربعها، وتفرق جمعها، وعادت المعارف قد طفى سراجها، واستبهم انفراجها، وأعيا على الناس علاجها، فأمست الدنيا كأن لم تنر بضيائه، وغدت المعالي ضاحية من أفيائه، وكانت له شذور بيان، كأنها نثير له ما تتضوع به الأفاق، وتخلع عليه سوادها الأحداق، فمن ذلك خاطبني بها منها، كتبت وروض العهد قد أفصحت أناشيده، وديوان الود قد صحت أسانيده، ودوح الإخاء يتفاوح زهرا، ويتناوح مجتني ومهتصرا، والله يصوب مزنته، بشآبيب الوفاء، ويمنح نغبته، أعلى درجات العذوبة والصفاء، برحمته وأما تلك المراجعة فكأنها لما عاقت عقت، وقد نالها من عتابي في ذلك ما استحقت، وله يصف كتابا. وافر
كتاب يزدري بالسحر حسنا ... وسمت به زمانك وهو غفل
معان تعبق الآفاق منها ... يشيب لها حسود وهو طفل
وله في ثوب رآه على غير أهله وكان عهده على من كان يوده. بسيط
يا لابس الثوب لا عريت من سقم ... ولا تخطاك صرف الدهر والخطر
ويحي عليه ولهفي من تبدله=كم قد تطلع من أطواقه القمر
وكم ترنح في أثنائه غصن ... منعم النبت يدمي خده النظر
وكم ثنيت يدي عنه وقد نعمت ... وظل منها فتيت المسك ينتثر
فاليوم أوحش عما كنت أعهده ... كذاك صفو الليالي بعده الكدر
وله متغزلا. كامل
لما تبوأ من فؤادي منزلا ... وغدا يسلط مقلتيه عليه
ناديته مسترحما من زفرة ... أفضت بأسرار الضمير إليه
رفقا بمنزلك الذي تحتله ... يامن يخررب بيته بيديه
وله: طويل
لئن لم تفز عيناي منك بنظرة ... ولم أقض من لقياك ما كنت أمل
فعالم ما تخفي السراير عالم ... بأنك في عيني وقلبي ممثل
وأنك فيمن أنتحيه بخلة ... وأمحضه ودي لصدر وأول
مخ ۲۰۱