والمفسرين، وفقهاء الدين، والزهاد والصالحين، وأولي العلوم، من الفلاسفة والأطباء والمنجمين والشعراء والكهنة والقافة والسحرة؛ وذوى الفراسة والبصراء، وحكماء يونان والروم، ونساك الهند والبراهمة، والأكاسرة، والموابذة والهرابذة1. وحكيت ما احتجوا به عند التعبير والتأويل، من واضح الدليل من آيات التنزيل، والتوراة والإنجيل، وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ذكروه من العلل وموجبات عقول أهل النحل، بعد أن قابلت حجة كل أمة ذمية من كتابها بكتابها، العلم قديم، وان من الله تعالى به على من [وهبه] إياه عظيم .
ولم اعتمد في نظمي على علمي، ولا في نقلي عن قولي، ولا اجتلبت في شر على درايتي، ولا رمت بالترتيب سوى التقريب، وانها لي روايتي وحكايتي. فقد عول هؤلاء الفضلاء والنصحاء العقلاء قبلي على الدقائق والحقائق، ونقوا وما بقوا، بل توخيت تسهيل المسالك وإغناء نشرها، وطلبتها عن تفتيش سائر كتبها، وأفردت لكل منها بابا أشبعته استقصاء وإمعانا، موسوما بعدد مذكور في فصل مشهور معلوم، متلو بباب بعلاوته مرسوم، في رؤيا متعبرة أو مجربة، هو منشد الضالة، ومظنة التلاوة، وبلاث الشاكة.
وفرغت منه في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، حامدا الله، ومصليا على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآله الطاهرين، ومفوضا أمري إلى الله، وهو السميع العليم؛ ونسأله الإعانة في الدنيا والآخرة.
مخ ۸