150

قاعدې جلیلې په توسل او وسیله کې

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

پوهندوی

ربيع بن هادي عمير المدخلي

خپرندوی

مكتبة الفرقان

د ایډیشن شمېره

الأولى (لمكتبة الفرقان) ١٤٢٢هـ

د چاپ کال

٢٠٠١هـ

د خپرونکي ځای

عجمان

والعمل الصالح، وهو الهادي لعباده، فلا حول ولا قوة إلا به. ولهذا قال أهل الجنة (٧ - ٤٢: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾، وليس يقدر المخلوق على شيء من ذلك. ٣٣٣ - ومنها أن نعمه على عباده أعظم من أن تحصى، فلو قٌدِّر أن العبادة جزاء النعمة، لم تقم العبادة بشكر قليل منها، فكيف والعبادة من نعمه (١) أيضًا. ٣٣٤ - ومنها أن العباد لا يزالون مقصرين محتاجين إلى عفوه ومغفرته، فلن يدخل أحد الجنة بعمله، وما من أحد إلا وله سيئات (٢) يحتاج فيها إلى مغفرة الله (٣) لها (٣٥: ٤٥): ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ . ٣٣٥ - وقوله ﷺ: "لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله" لا يناقض قوله تعالى (٣٢: ١٧، ٤٦: ١٤، ٦٥: ٢٤): ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾؛ فإن المنفي نُفي بباء المقابلة والمعاوضة (٤) كما يقال: بعت هذا بهذا. وما أثبت أثبت بباء السبب، فالعمل لا يقابل الجزاء وإن كان سببًا للجزاء، ولهذا من ظن أنه قام بما يجب عليه، وأنه لا يحتاج إلى مغفرة الرب تعالى وعفوه فهو ضال.

(١) في ز، ب: "نعمته". (٢) في ز، ب: "ذنوب". (٣) لفظ الجلالة ساقط من: ز. (٤) في ز، ب: "المعارضة" وهو خطأ. والصواب المعاوضة كما في نسخة الفتاوى ج١/٢١٧.

1 / 113