============================================================
وقيسام السلطان له كلما دخل الخدمة ومعارضته له في أسباب كثيرة كان السلطان لا يختارها منه(1)، وكان قد شرع في الحديث معه في ظلم النشو وما يعتمده مع الناس، فاحتاج أن يزيل ذلك جميعه عنه، وأيضا ينشيء غيره، فطلب أستاداره(2) عزالدين المصري إليه، وعرفه ان يقول لأستاذه عن السلطان "آنه بقي يستحي منه في آمور، وأنت فقد بقيت رجل كبير عندي، وما بقى يصلح أن تمشي في خدمتي، وأشتهي أن أريحك، فإن علمت أنسه يختار يسروح إلى طرابلس ويكون خاطره طيب وإلا يقعد، فما عندي أعز منه" . وخرج من قدام السلطان إلى أن وصل لأستاذه، وعرفه قول السلطان جميعه، فتبسم وقال: "روح قله اما إني اشتهي فلا، وأما 5) ظ مرسوم فما أخالفه"، وبقيوا عاليكه كل (2) (/ أحد منهم ساكت لا يجسر يرد عليه جواب، وسكت زمان وهو مطرق، والتفت لأستداره وقسال: " والله، ما بقى يخلينا لا هونيك ولا هوني، وأقل الاقسام لا نعذب سرنا، والسذي يفعله الله يكون" فقال له: "يا خوند، لا تجعل على نفسك شيء، وربما يكون قوله حقيقة ويختار أن يريحك" وما زال يتلطف معه إلى آن وافق على سفره، ورجع بالجواب عن أستاذه للسلطان بالسمع والطاعة، فأخلع عليه ثاني يوم، وسير له ألف دينار، وطلبه إليه وطيب خاطره، ورسم للأمير سيف الدين برصبغا أن يكون في خدمته ليقلده على جاري العادة وعند سفره(4) خرجت إلى وداعه فإنه كان (1) وتؤكد ذلك جميع المصادر التي تحت ايدينا.
(1) ويرسم أيضأ *استاذ الدار وهاستداره، وهو المتولي لشؤون بيت السلطان او الأمير من المطابخ والشراب خاناه والحاشية والغلمان، وإليه امر الجاشتكيرية وكل ما تحتاج إليه هذه البيوت من التفقات، ويكوت عادة أمير آلف.
القلقشندي:20؛ المقريزي، الخطط 2: 222.
(3) لفظة "كل" : مكررة في الأصل: (4) هناك اختلاف حول تاريخ سفر تايب الكرك إلى طرابلس، ففي ابن كثير (14: 165) "اوائل ربيع الآخره، وفي المقريزي (4/2: 71) "تاسع عشره (المحرم)، وفي 172/222128ت2 164871 مادس عشرة (ربيع الأول)، بسما اكتفى اين الدواداري (278:9) بذكر- 192
مخ ۱۹۲