159

نزهت العلبا

نزهة الألباء

پوهندوی

إبراهيم السامرائي

خپرندوی

مكتبة المنار

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

د خپرونکي ځای

الزرقاء - الأردن

ولا الليل سابق النهار [بنصب "النهار"، فقال: ما أردت؟ فقال: أردت "سابقٌ النهار" يعني بالتنوين؛ فقال له: فهلا قلته؟ فقال: لو قلته لكان أوزن، أي أقوى. ويحكى عنه، أنه قال في قول الشاعر: وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم ... من الناس ذنبًا جاءه وهو مسلما معناه: وما كنت الدهر أخشى إحلاس مسلم مسلمًا ذنبًا جاءه. وهو لو وكد الضمير لكان أحسن، وغير التوكيد جائز. وكذلك حكى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن العرب: "راكب الناقة طليحان" وتقديره: "راكب الناقة والناقة طليحان"، إلا أنه حذف المعطوف لتقدم ذكر الناقة، والشيء إذا تقدم دل على ما هو مثله. ويحكى عنه أيضًا أنه قال في قوله: يرد طيخًا وهديرًا زغدبا إنه من زغد زغدًا في هديره، إذا هدر هديرًا شديدًا، من قولهم: زغد عكته، إذا عصرها ليخرج سمنها، فجعل الباء زائدة؛ وهذا بعيد جدًا؛ وإنما هو من الأصلين المتداخلين: الثلاثي والرباعي، كسبط وسبطر، ودمث ودمثر، ولا خلاف أن الراء ليست زائدة؛ لأنها ليست من حروف الزيادة، وكذلك الباء في "زغدب" ليست زائدة، لأنها ليست من حروف الزيادة. ويحكى عنه أيضًا أنه قال: الطيخ: الفساد، وهو من تواطخ القوم، وهذا معدود أيضًا من سقطات العلماء. وقال أبو بكر بن مجاهد: كنت عند أبي العباس ثعلب، فقال: يا أبا بكر، اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو؛ فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة! فانصرفت من عنده تلك الليلة، فرأيت

1 / 175