لقد ذكرنا جملة من أخبار الزناة وأشعارهم بذكر أسمائهم، مع شرط الالختصار والاقتصار على ملح الأشعار والأخبار. فأما هذا الباب فاعلم ان جمهور الأدب ومعظم ذوي الرتب منسوبون اليه، ولذلك خشينا أن فصرح بأسمائهم فيه خوفا من التنديد(1) عليهم. على أن منهم من كان اي ذهب فيه مذهب التظرف والعشق الروحاني، ل البهيمي، ويجعله رياضة النفس وتهذيبأ للأخلاق وشحذ أ للفكر وجلاء للبصيرة والبصر، مع التنن اعا رآه العامة من الفجر فمنهم أبوحاتم السجستاني ثبت عنه أنه كان من أفضل أهل زمانه علما وورعا، وأنه بلغ من ورع وفضله أنه كان يتصدق كل يوم بدينار ويختم القرآن في كل أسبوع، ومع اذلك فكان أظرف أهل زمانه وأطيبهم خلوة واكثرهم فكاهة . وكان مولعا ابالغلمان بذهب فيهم مذهب الاستمتاع بالنظر لا قضاء الوطر و ذكر أن المبرد كان يحضر حلقته يقرأ عليه، وكان المبرد من أجمل أهل زهانه، فقال فيه أبو حانم
مخ ۱۶۵