د عربي ژبې پیدایښت، ودې او بالغیدل
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
ژانرونه
والبحث واسع لا تحويه المجلدات، فكيف هذه الصفحات؟ ولا سيما أن العرب اختلطوا بأقدم الأمم وامتزجوا بهم امتزاج الراح بالماء القراح، فأعاروهم شيئا كثيرا من ألفاظهم، وأخذوا منهم أيضا ألفاظا لا يستقل عددها، واتصالهم بالمصريين، والحبشة، والفلسطينيين، والفنيقيين، والأشوريين، والفرس، وغيرهم، أمر غير مجهول اليوم، وقد بقي من لسان كل قوم شيء بمنزلة الذكرى، فنعمت هذه الذكرى!
ما يعمر ولا يموت في هذه اللغة
بلغت هذه اللغة عمرا، يجوز أن نسميه «الكهولة»، وهو العمر الذي تكتمل فيه قوى الحي الداخلية والخارجية، فيتمكن صاحبها من أن يدفع بها أعداء حياته من أي جنس كانوا، ومن أي طبقة.
فلقد مرت مئات من السنين على هذه اللغة، وبلغ المتكلمون بها كل غاية ومدى، حتى لم يبق لهم إلا أمر واحد، هو الاحتفاظ بما وقع في أيديهم، وأن لا يساء التصرف فيه، وإن كان قد مات من هذه اللغة شيء لا يقدر في سابق العهد، فلقد وقع في أوان كانت العوامل ضعيفة وغير مضطلعة بما عهد إليها، أما بعد هذا الحين؛ فإن اللغة أصبحت في حرز حريز من القوة والمناعة ومقارعة أعدائها، ما لا يخاف عليها البوار.
وأهم ما يعمر في هذه اللسان: أصول كلمها، وتراكيب حروفها، وأوزانها أو صيغها، ونحن نقول كلمة على كل فصل من هذه الفصول.
أصول الكلم وتراكيب حروفها
بينا في صدر هذا الكتاب أن أول ما وضعت عليه أصول هذه اللغة كان يتقوم من حرفين، ثم كسع بحرف ثالث للتثبت من تحقيق لفظ الحرف الثاني من الكلمة، ومنذ ذيالك الحين بنيت كل لفظة عربية على ثلاثة أحرف، وأصبحت لها كالأثافي، وعليها أحكم وضع أصولها، وما زيد على ذلك القدر من الأحرف ألحق بها لغايات شتى، يذكرها علماء العربية في مطاوي مباحثهم.
وقد وضع ابن فارس معجما بديعا سماه «المقاييس»، وذكر لكل مادة ما يتعلق بها من المزايا والخصائص، ولم يذكر مادة واحدة إلا نبه عليها أنها تفيد كذا وكذا، فقد قال مثلا في تركيب «د ل ك» بعد أن ذكر ما فيها من مختلف الألفاظ المشتقة منها: «إن لله في كل شيء سرا ولطيفة، وقد تأملت هذا الباب، يعني باب الدال مع اللام، من أوله إلى آخره، فلا ترى الدال مؤتلفة مع اللام إلا وهي تدل على حركة ومجيء، وذهاب وزوال من مكان إلى مكان.»
وقال صاحب العين: «اعلم أن تقاليب هذه المادة (مادة م ل ك) كلها مستعملة، وهي: «م ل ك»، و«م ك ل»، و«ك م ل»، و«ك ل م»، و«ل م ك»، و«ل م ك».» فقال الإمام فخر الدين بعد أن وقف على هذه الكلمة: «تقاليبها الستة تفيد القوة والشدة، خمسة منها معتبرة وواحد ضائع.» يعني «ل م ك». قال صاحب القاموس في البصائر: «وهذا غريب منه؛ لأن المادة الضائعة عنده، معتبرة معروفة عند أهل اللغة.» ثم ساق النقل عن العباب ما قيل في «اللمك»، قال: فإذن الستة مستعملة، معطية معنى القوة والشدة (وراجع أيضا تاج العروس في «م ل ك»).
وقال السيد مرتضى في الأصل «ن ف د»: «نقل شيخنا عن الزمخشري في الكشاف أنه لو استقرى أحد الألفاظ التي فاؤها نون، وعينها فاء، لوجدها دالة على معنى الذهاب والخروج، وقاله غيره.» ا.ه.
ناپیژندل شوی مخ