الدليل على أن القرآن حجة: قوله تعالى: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } . وقال تعالى: { آلم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } .
والدليل على أن السنة حجة: قوله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } .
والدليل على أن الإجماع حجة: قوله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } الآية. والشهد لا يكون إلا مرضيا.
وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أمتي لا تجتمع على خطأ.
والدليل على أن العقل حجة: قوله تعالى: { فاعتبروا يا أولي الأبصار } فهذا يدل على أن الاعتبار يؤدي إلى معرفة الحق. وقال تعالى: { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت } الآية.
والدليل على أن تواتر الأخبار حجة: ما نعلمه من البلدان التي لم نشاهدها،
والأشياء التي لم نعلمها، إلا بنقل المخبرين بها، وإن لم نعاينها، من البلدان القاصية؛ لأني أعلم أن الله تعالى بيتا في الأرض. وهو الكعبة. ولم أعانيها قط.
والدليل على أن الرأي حجة: قوله تعالى: { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث } الآية. والله أعلم.
الباب الثامن عشر والمائة
في القول في الرسل
واستحسان إرسالهم إلى عباده المكلفين
الفائدة للخلق، في بعث الرسل إليهم، واستحسان بعثهم من الله عز وجل أن الله لما خلق خلقه المكلفين، أحياء عقلاء قادرين، لا لحاجة منه عز وجل إلى خلقه، ولا استحقاق منهم عليه، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وجب، بذلك عليهم لله عز وجل الشكر. ولا بد لهذا الشكر من كيفية، يعرفها العباد فحسن من الله، بعث الرسل إليهم، تعلهم بكيفية هذا الشكر، على ما أولاهم به.
مخ ۹۷