فالذي وجدت في الأثر: أن يدعوه ويسأله الخير. فذلك حسن.
والذي يقول به: أن يسأل الله في الدعاء، على وجه التضرع إليه. ويسأله أن يقضي له ما هو خير.
فإذا سألت ربك في الصلاة. فلا تقل: إن شئت يا رب، فعلت لي كذا وكذا. ولكنك اعزم في المسألة، وألحح على ربك، وجد في الطلب. وقل: اللهم يسر لي كذا وكذا، وأعطني كذا وكذا، واجعل لي فيه خيرا في ديني ومعاشي. ولا تقل: إن كان خيرا. ولكن تسأله -ما شاء الله- ثم تقول: اجعل لي فيه خيرا. وبالله التوفيق.
************
الباب الثامن والستون والمائتان
فيما يستحب أو يكره في الدعاء
من الحركات والأصوات
وقيل: رفع الصوت في الدعاء اعتداء.
أبو سعيد: رفع اليدين في الدعاء، لغير معنى التحديد لله تعالى. فإن فعل ذلك فاعل، على صدق النية والمذهب ، فلا مانع له. وليس ذلك ما يوجب التحديد إلا على الإرادة، بسوء المذهب.
وقال: استحب بعض أصحابنا: أن لا يحدث الداعي في دعائه حالا، من رفع يدين ولا خفضهما. فإن رفعهما فعلى هيئتهما- على ما قيل.
قال غيره: إن رفع يديه بحذاء وجهه، مبالغة منه في الطلب، في الدعاء إلى الله، جاز له ذلك. ولا أعلم عليه شيئا.
وإن كان في رفعه يديه، على معنى التحديد لله، فلا يجوز. وبالله التوفيق.
الباب التاسع والستون والمائتان
فيما يجوز أن يدعى الله به
وما لا يجوز
أبو الحسن البسياني- قلت: اللهم لا تدع لي عيبا إلا سترته، ولا كربا إلا كشفته، ولا ذنبا إلا غفرته، وأمثال هذا من المطلوب من الدعاء، يجوز ذلك أم لا؟
قال: أرجو أن هذا يجوز. وهذا من المطلوب من الله أن يفعله.
مسألة:
وعنه: وفيمن قال: يا غيائي ولجائي، ويا همي ومنائي، ويا نوري وضيائي.
قال: لم أعلم هذا من دعاء المسلمين.
مخ ۱۹۰