187

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

والواحد: اسم يدل على نظام واحد، يعلم باسمه، أنه واحد ليس قبله شيء من العدد. وهو خارج من العدد. والواحد كيف ما أدرته وأجريته، لم يزد فيه شيء، ولم ينقص منه شيء. تقول: واحد في واحد، لم يزد على الواحد شيء.

وتقول: نصف الواحد، لم يغير النصف الواحد. فدل على أنه محدث الشيء وإذا دل أنه محدث الشيء، دل أنه مفني الشيء. وإذا دل أنه مفني الشيء، دل أنه لا شيء بعده فإذا لم يكن قبله شيء، ولا بعده شيء، فهو المتوحد بالأزل . فلذلك قيل له: واحد.

فأما الواحد والأحد، فصفتان معروفتان، قد نطق بهما القرآن، في صفات الله تعالى.

والأحد: هو اسم أكثر من الواحد. ألا ترى أنك لو قلت: فلان لا يقوم له واحد، لجاز في المعنى، أن يقوم له اثنان وثلاثة، فما فوقهما.

وإذا قلت: لا يقوم له أحد، فقد حرمت أنه لا يقوم له واحد، ولا اثنان.

وتقول: ليس في الدار واحد، يجوز أن يكون من الدواب أو الطيور، أو الوحوش أو الإنس، فكان الواحد، لغير الدواب والناس.

وإذا قلت: ليس في الدار أحد، فهو مخصوص بالآدميين، دون غيرهم من سائرهم. والأحد ممتنع في الحساب؛ لأنك تقول: واحد واثنان وثلاثة. فهذا العدد وإن لم يكن في العدد، فعليه العدد. وهو داخل في العدد. والأحد ممتنع من هذا. فلا يقال: أحد واثنان وثلاثة ولا يقال أحد في أحد، كما يقال: واحد في واحد. والواحد وإن لم يتجزأ من الواحد، فهو يتجزأ من الاثنين، فما فوق ذلك والأحد قد يجيء في الكلام، بمعنى الواحد، ومعنى الأول.

فالواحد والأحد، وغيرهما من الألفاظ التي مضت، كلها مشتقة من الواحد. تبارك الله الواحد الأحد.

مسألة :

فإن قال قائل: من أين علمت أنه تعالى واحد؟

فقل له: من قبل، أنه لا يكون قادرا إلا واحد؛ لأنه لا يكون الغالب إلا واحدا؛ لأن الاثنين لا بد من أن يكون أحدهما يغلب صاحبه. والمغلوب عادز، والعاجز ليس بإله قدير.

مخ ۱۸۷