183

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

في القريب يوصف الله تعالى، بأنه قريب من الخلق، على جهة التوسع. والمراد بذلك أنه عالم بهم وبأعمالهم، وأنه سامع لقول الخلق، وراء لأعمالهم، لا ستر بينه وبينهم، ولا حجاب ولا مسافة. فلما كان على ما وصفنا قيل -في سعة اللغة-: إنه قريب منا، إذا كان لا يشاهد أعمالنا من المخلوقين إلا من كان منا قريبا.

وكذلك قرب العباد إلى الله بالطاعات، هو توسع ومجاز. ومعناه: طلب المحبة والكرامة منه. فقيل: لذلك تقرب، لأنا في الشاهد إذا أحببنا شيئا قربناه منا. وإذا أبغضناه أبعدنا منا. فلهذا قيل لذلك: تقرب إلى الله، على المجاز. وبالله التوفيق.

الباب الحادي والخمسون والمائتان

في المقسط

من كتاب الزاهر:

اللفظ: معناه في كلامهم: العادل. يقال: أقسط الرجل يقسط، فهو مسقط، إذا عدل. قال الله تعال: { إن الله يحب المقسطين } أي العادلين.

ويقال: قد قسط الرجل، فهو قاسط، إذا جار. قال الله تعالى: { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } . أي الجائرون. وبالله التوفيق.

الباب الثاني والخمسون والمائتان

في الطالب المدرك

وجائز أن يوصف الله تعالى، بأنه طالب ومدرك.

ومعنى الطالب: أن يطلب من الظالم حق المظلوم؛ لأنه لا يضيع للمظلوم عنده حق.

ومعنى المدرك: أنه لا يفرقه شيء طلبه. ولا يعجزه أحد، ولا يمتنع عليه شيء.

وليس الوصف له، بأنه مدرك، مثل الوصف له، بأنه غالب؛ لأن هذا الإدراك إنما فعل منه. هو إنصافه للمظلوم من الظالم. وصفته تعالى، بأنه غالب، إنما هو من صفات الذات؛ لأن معناه: أنه قاهر للأشياء، مقتدر عليها.

مسألة:

فإن قيل: أفليست الأشياء كلها، في قبضته وسلطانه؟

وأليس هو بها جميعا عالما ؟

قيل له: بلا.

فإن قال: فكيف يجوز منه الطلبن لما هو عارف بمكانه، ومقتدر عليه؟

مخ ۱۸۳