فثبت أنه عز وجل الدائم الخالق والوصف له تعالى: بأنه دائم، من صفات الذات.
ويوصف، بأنه لا يزال دائما لا يفنى ولا يوصف، بأنه لم يزل دائما لا يفنى، لأن هذا القول، على هذا الوجه، لا معنى له. والوصف له على الوجه الآخر يصح؛ لأنه مستعمل على الفعل المستقبل، وإن لم يكن دوامه فعلا.
ويجوز أن يقال: لم يزل دائما لا أول له، كما يقال: لا زال دائم الوجود، لا أول لوجوده. وبالله التوفيق.
الباب الثامن والأربعون والمائتان
في الباقي
فإن قال: أفتزعمون أنه تعالى، لم يزل باقيا؟
قيل له: نعم.
فإن قال: فما معنى وصفكم له، بأنه باق؟
قيل له: إن معنى ذلك أنه كائن بلا حدوث. فواجب أن يوصف بأنه باق. فلما كان الله لم يزل موجودا، بغير حدوث، وجب أن يكون لم يزل باقيا. وبالله التوفيق.
الباب التاسع والأربعون والمائتان
في السيد
السيد: المالك. وسيد العبد: مالكه. والله سيد كل سيد.
والإنسان لا يسمى سيدا على الحقيقة. وإنما سمي سيدا بالإضافة. فيقال: سيد كذا. ومجازا لا يطلق. فيقال لكل من سمي رب شيء: سيده.
فأما سيد الحقيقة، فهو الله. فيجوز أن يقال لكل سيد: رب، إذا أريد به الإضافة. ولا يسمى بها مطلقا إلا الله.
وجائز أن يقال لله تعال: لم يزل ربا للأشياء، وسيدا لها وإلها. وجائز لم يزل مالكا للأشياء، كما لم يزل قادرا عليها.
وجائز أن يقال: لم يزل الله سيدا.
ومعنى ذلك: أنه رب مالك، لأن المالك للعبد سيده. ولهذا قيل لأكبر القبائل: سادة. أرادوا بذلك، أنهم مالكون لهم، ينفذ فيهم أمرهم.
وعن أبي محمد والسيد: الصمد. قال: هو الشريف، لأنه غاية السؤدد وهما معناهما واحد. وبالله التوفيق.
الباب الخمسون والمائتان
مخ ۱۸۲