143

نور

النور لعثمان الأصم

ژانرونه

والوجه الثالث: ألم الكافر، والصرين من الموحدين، على ما كسبت أيديهم، كالمنافقين والفاسقين الظالمين والجائرين ونحوهم، ممن قد أصر. فذلك عقوبة لما كسبت أيديهم، لا أنه ليكون ذلك حظه من العذاب. بل عقوبة في الدنيا والآخرة إلا من تاب وآمن وعمل صالحا، فأولئك من المؤمنين. وقد يعمي الله المؤمن ويصم أذنه. وذلك صلاح له. ولعله لو لم أعمي أو أصم، لاكتسب بتلك الجارحة، ما يورد به جهنم. وكان في صممه أو عمائه، ارتفاع ذلك الذنب العظيم الذي يورده عذاب الجحيم. وبالله التوفيق.

الباب السادس والستون والمائة

في خلق السباع والهوام والأمراض والأرانيج المكروهة والآلام

قال المؤلف: الحكمة في جعل أذى ذلك لنا في الدنيا، لكي نذكر عذاب جهنم، أن الذي فيها أعظم مما أصابنا. ونذكر نعيم الجنة، نرى لها فضلا عظيما، إذ ليس فيها ألم يؤذي، إلا لذة وسرورا. مع أن الذي يصيبنا من الآلام، ولسع الدواب والأرانيج المكروهة، لو لم يصيبنا شيء من ذلك قط البتة، ما وقع في قلوبنا الزجر، بذكر عذاب جهنم. كما يقع بقلوبنا، إذا أذاقنا الله طرفا من ذلك في الدنيا، من لسع الدواب، وأمراض وأرانيج مكروهة. وبالله التوفيق.

الباب السابع والستون والمائة

في أطفال الكفار والمنافقين أمؤمنون هم؟أم كافرون؟

فقيل: لا مؤمنون، ولا كافرون، لأنهم لم يكفروا بالله، ولم يؤمنوا بالله.

وقال أبو سعيد الكدمي: إنهم ولدوا على الفطرة والدين والإسلام. وإنما يحكم عليهم بالكفر، إذا بلغوا وكفروا، بسوء اختيارهم. ومنهم من يكون سبب كفرهم آباؤهم، كالذي يهوده أبواه، وينصره أبواه. والعابد للصنم. والذين ولدوا من الكفار، يكفرهم آباؤهم.

وقال بعض المسلمين: إنهم في النار مع آبائهم. كما أن المؤمنين لحقوا بآبائهم. وبعض قال بالوقوف عنهم.

مخ ۱۴۳