في الرد على اليهود في إنكارهم لنبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
إن قالت اليهود: ما الدليل على نبوة نبيكم دلونا على ما تدعون؟
قيل لهم: الدليل لكم: أن النبي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما السلام في التوراة والإنجيل.
فإن قالوا: إنا لا نعرف ذلك.
قيل لهم: فأنتم أيضا على غير الهدى. فما دليلكم على ما في أيديكم؟
فإن قالوا: لأنا على دين موسى وعيسى، اللذين نقربهما.
قيل لهم: فإنا لا نعرف موسى وعيسى اللذين تقولون إلا من الذي أخبرنا بهما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فإن يكن صدقا عندكم، فعليكم اتباعه، وإن يكن كاذبا عندكم فيما قال فأنتم على الضلال عندنا؟ لأنا لا نعرفهما إلا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فليس لكم حجة عليه، في أن تصح لكم نبوته وعليكم الدليل: أن موسى وعيسى نبيان كما تزعمون.
فإن قالوا: أتيانا بالتوراة والإنجيل.
قيل لهم: ومحمد أتانا بالقرآن المفرق بين الحلال والحرام.
فإن قالوا: لا نعرف ذلك.
قيل لهم: ولا نعرف نحن أيضا. ما تقولون مما في أيديكم: إنه عن الله. ولا
أن موسى أتى بشيء مما في أيديكم. وإنما عرفنا محمد صلى الله عليه وسلم خبر موسى وعيسى والتوراة والإنجيل. فإن صدقتموه فاتبعوه. وإن أنكرتم ما في كتابكم، فنحن لا نعرف ذلك إلا عن محمد نبينا صلى الله عليه وسلم. فإن كان صادقا عندكم، فعليكم تصديق ذلك. وإن كان كاذبا، ولم يصدق في موسى وعيسى عندكم، فليس موسى وعيسى اللذان تدعونهما عندنا بشي. وإنما النبيان عندنا اللذان أخبرنا بهما محمد الصادق صلى الله عليه وعليهم أجمعين، فهو حق وقولهم حق. آمنا بجميعهم، وصدقنا بما جاءوا به عن ربهم.
ويقال لهم: عرفونا بما أثبتم به رسالة موسى صلى الله عليه وسلم بما هو.
فإن قالوا بالأخبار المتواترة التي لا يكذب مثلها، كالتي جاءتنا في فلق البحر والعجيبة من أمر العصا، وأخراجه يده من جيبه بيضاء، وأشباه ذلك، من أعلامه.
مخ ۱۰۰