225

نور يقين

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين

خپرندوی

دار الفيحاء

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

۱۴۲۵ ه.ق

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

سيرت
على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله، ففعل. ثم رجع إلى رسول الله ﷺ فوافاه بمكّة في حجة الوداع
بعث العمال إلى اليمن
ثم بعث ﵊ إلى اليمن عمالا من قبله، فبعث معاذ بن جبل على الكورة العليا من جهة عدن «١»، وبعث أبا موسى الأشعري على الكورة السفلى، ووصّاهما ﷺ بقوله: «يسّرا ولا تعسّرا وبشّرا ولا تنفرا» «٢» وقال لمعاذ:
إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا ألاإله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله، فإن أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أنّ الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أنّ الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإيّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» «٣» وقد مكث معاذ باليمن حتى توفّي رسول الله ﷺ، أما أبو موسى فقدم على الرسول ﷺ في حجة الوداع.
حجة الوداع
وفي السنة العاشرة حجّ ﷺ بالناس حجة ودّع فيها المسلمين، ولم يحجّ غيرها. وخرج يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة. وولّى على المدينة أبا دجانة الأنصاري، وكان مع الرسول ﷺ جمع عظيم يبلغ تسعين ألفا، وأحرم للحجّ حيث انبعثت به راحلته ثم لبّى، فقال: «لبّيك اللهمّ لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» «٤» . ولم يزل ﷺ سائرا حتى دخل مكّة ضحى من الثنية العليا وهي ثنية كداء. ولما رأى البيت قال: اللهمّ زده تشريفا وتعظيما ومهابة وبرّا، ثم طاف بالبيت سبعا واستلم الحجر الأسود، وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم، ثم شرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة

(١) جبل بمعلاة مكة (المؤلف) .
(٢) قطعة من حديث رواه البخاري عندما بعث الرسول ﷺ أبا موسى ومعاذ إلى اليمن.
(٣) رواه البخاري وقد أخرجه بقية الجماعة من طرق متعددة.
(٤) رواه الشيخان.

1 / 227