293

نبووات

النبوات

ایډیټر

عبد العزيز بن صالح الطويان

خپرندوی

أضواء السلف،الرياض

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

المقصود أنّهم يقولون أيضًا أنّه لم يُحدِث جسمًا قائمًا بنفسه، بل إنما أحدث صورة في مادّة باقية١.
ولا ريب أنّ الأجسام بينها قدر مشترك في الطول والعرض والعمق، وهو المقدار المجرّد الذي لا يختصّ بجسم بعينه٢، ولكنّ هذا المقدار المجرّد هو في الذهن، لا في الخارج؛ كالعدد المجرّد، والسطح المجرّد، والنقطة المجرّدة، وكالجسم التعليميّ٣؛ وهو الطويل العريض العميق الذي لا يختصّ بمادّة بعينها٤.

١ راجع المصادر المتقدّمة في هامش (٦) من الصفحة السابقة.
٢ فكلّ جسم له طول، وعرض، وعمق. ولكن هذه الأبعاد لا تُسمّى تركيبًا. يقول شيخ الإسلام ﵀: "وإذا سمّى مسمّ هذه مركّبًا كان إما غالطًا في عقله؛ لاعتقاده اشتمالها على حقيقتين؛ وجودها، وحقيقتها المغايرة لوجودها. أو على حقيقتين؛ ذات قائمة بنفسها معقولة مستغنية عن صفاتها، وصفات زائدة عليها قائمة بها. أو على جواهر منفردة، أو معقولة، أو نحو ذلك من الأمور التي يُثبتها طائفة من الناس ويُسمّونها تركيبًا". انظر: درء تعارض العقل والنقل٥١٤٦.
٣ الجسم التعليمي: هو الذي يقبل الإنقسام طولًا وعرضًا وعمقًا، ونهايته السطح، وهو نهاية الجسم الطبيعيّ. ويُسمّى جسمًا تعليميًا إذ يُبحث عنه في العلوم التعليميّة؛ أي الرياضيّة الباحثة عن أحوال الكمّ المتصل والمنفصل منسوبة إلى التعليم والرياضة؛ فإنهم كانوا يبتدؤون بها في تعاليمهم ورياضتهم لنفوس الصبيان لأنها أسهل إدراكًا. انظر: التعريفات للجرجاني ص ٧٦.
وانظر: زيادة إيضاح حول هذا الموضوع من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في الجواب الصحيح ٤٣٠٧. وفي درء تعارض العقل والنقل ١٠٢٩٠.
٤ قال شيخ الإسلام ﵀ في موضع آخر - عن لفظ الجسم: " ... وكذلك النظار، يُريدون بلفظ الجسم تارة المقدار، وقد يُسمونه الجسم التعليمي، وتارة يريدون به الشيء المقدر، وهو الجسمي الطبيعي والمقدار المجرد عن المقدار، كالعدد المجرد عن المعدود، وذلك لا يوجد إلا في الأذهان دون الأعيان، وكذلك السطح والخط والنقطة المجردة عن المحل الذي تقوم به لا يوجد إلا في الذهن ... ". مجموع الفتاوى ١٢٣١٦-٣١٧.

1 / 310