{ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير} كتابنا هذا إلى من يزعم أنه محبنا ممن أعان علينا عدونا بإحدى خصال أذكرها وهو بذلك عند الله من الهالكين، من الذين قال فيهم تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا...} الآية، وذلك أنه دانى الظالمين، وقاربهم وواصلهم، وقرب إليهم القبائل، ورد إليهم المائل فأعان بنفسه علينا، وآخر يفتي الناس بأنهم يدارون على بيوتهم وأموالهم، فيخذل الناس عن نصرتنا ويشير عليهم بعدم القيام لله معنا، كافرين بقوله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} وآخر يقول: اعتزل الناس وهذه الفتنة لا أفتي ولا أشير، ولست بمعين لظالم، وهو عند الله من الكاذبين؛ لأن من سكن عن نصرة المؤمنين فقد خذلهم بسكونه فكأنهم لم يسمعوا ما أنزل الله في المخلفين حيث قال تعالى لنبيه: {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين، ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله} يعني لم يصدقوا الله ورسوله في قوله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم...} الآية {وماتوا وهم فاسقون} وآخر يقول: لا تطالبني يا مولانا بشيء من الجهاد فإني صاحب مال وبلاد، وأخاف[ق12] تلاف مالي وبلادي حتى دخل في قوله تعالى: {وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} أما بعد:
فمن كان هذه صفته وهو يزعم أنه محبنا، ولا يتبع الهداة والدعاة إلى الله منا، فإنا نبرأ إلى الله منه، ومن محبته فإنه ليس منا؛ إذ لا تصلح المحبة إلا مع الاتباع قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
وعن علي عليه السلام أنه قال شعرا:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه .... هذا محال في القياس بديع
مخ ۲۳۸