[شفقته]
وأما شفقته على الأمة وحرصه على هدايتها فسيأتي إن شاء الله تعالى أنه لم يقف على بدعة إلا ردها، ولا منكر إلا أزاله منذ قدر وبلغ، مما أخبرنا مولانا الإمام المؤيد بالله عليه السلام في مجلس الإملاء أنه كان الإمام عليه السلام إذا سمع بالقبائل وقد أرادوا الوليمة فر بأولاده قبل ذلك بأيام، وأنه في بعضها احتملهم وسار لمسيره جماعة فمضى بهم واديا في بلاد حجور سماه، فسمع مع حرس الزراعة شيئا من الزمر، فسد أذنه وأمر جميع من معه بسد آذانهم فسمعهم أهل جانب الوادي فاسترابوا منهم، وتصايحوا عليهم خوفا أن يكونوا خصوما لهم يريدون غزوهم، وأن الإمام عليه السلام وأصحابه لم يعرفوهم بنفوسهم لما كانت آذانهم مسدودة، وذكر قضية معهم كذلك.
وأخبرنا السيد العلامة الفاضل عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الشرفي رحمه الله بمثل ذلك كثيرا وهو معهم وسيأتي ما أمكن من ذلك.
وأما صبره عليه السلام على الشدايد، وتحمله ما يوهي الأوابد، فترى في ذكر سيرته ودعوته عليه السلام الإشارة إليها من دون استقصاء على جملها فضلا عن تفصيلها.
وأما النبذ من كتبه ومواعظه: فمنها (قوله عليه السلام) من كتاب له بعد حذف طرته: إلى من اتبع الهدى، وأناب إليه، سلام عليكم فإنا نحمد الله إليكم، أما بعد:
مخ ۲۳۲