124

د لنډیز څرګندونه چې له سیرت نه ځینې سترګې روښانوي

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

ژانرونه

وأخبرني الفقيه الفاضل علي بن محمد بن حنش قال: سمع من بعضهم أنهما بقيا فأطلع على بكائهما بعض أهل القصر ممن يعرف القاضي محمد بن يحيى ولا يعرف الإمام عليه السلام، فسألهم فقال: القاضي هذا فقيه من بلادنا أخبر بموت أصحاب لنا وكذا، ثم قال: يا فقيه ما نجد من يشتري لك قهوة، لكن تقهو بهذه البقشة أو قال البقشتين، وتعزم ووادعه فما وصل بعض بلاد همدان إلا وقد توسمه بعض من يعرفه، ويسمع به وسماه باسمه، وقال هو يعزم شبام عند عمه السيد عامر، فلحقت خيل إلى ظلع ففاتهم، ودخل شبام في مسجد خال في جانب من المدينة، فما شعر إلا والأمير أحمد بن محمد بن شمس الدين قريب من المسجد بحفدته وأعيان دولته يحتفر غيلا هناك، حتى حضرت صلاة الظهر ودخل المسجد- يعني الأمير- ومولانا عليه السلام مكب في جانب على صفة الهنود، فلم يلتفت إلى الأمير ولم يتحرك، فقال: هذا- الله أعلم- جني وأعرض عنه، وخرج من المسجد ولم يتعرض له، فلما وصل بعض العقبة التي إلى الحصن التفت إلى خادم ركابه وأعطاه خمسة حروف وقال له: لعل الذي في المسجد ابن أخي السيد عامر فقد ذكر له فضل وعلم وكذا أعطه هذه يصل بها عمه أو كما قال، وكان هذا الأمير في عقله مما للعجم فيه، وكان يذكر عنه عرب كثير، قال: ولما خرج الأمير من المسجد هرب مولانا بنفسه قبل حبابة، فلحقه الخادم المعروف بالحوار بتلك الدراهم، فناداه حتى [ق/75] وصل إليه وأعطاه الخمسة فلم يقبضها عليه السلام بل قال: هي لك، فقال: أخاف على نفسي، فقال: ومن يعلم الأمير أني لم أقبضها منك، وأمسى في حبابة ثم انحدر منها إلى بلاد حجة. إلى هنا رواية سيدي أحمد حفظه الله بالمعنى.

وأخبرني غيره أنه عليه السلام دخل بلاد حجة فتلقاه فقهاؤها وعلماؤها منهم سيدنا العلامة صارم الدين إبراهيم بن مسعود، والسادة العلماء الفضلاء بنو العبالي كالسيد العلامة جمال الدين علي بن صلاح وأخيه السيد محمد بن صلاح، وغيرهم، وأظهروه في بلادهم ثقة بعزها بعبد الرحيم بن عبد الرحمن، فأقام عندهم في العبالي وأخذوا عنه علما، فلما ظهر خبره أرسل الترك أخذهم الله إلى الأمير عبد الرحيم أن لا عذر من القبض على فلان، وكان غافلا عما هم فيه كما سبق من الأمير أحمد بن محمد فأرسل على مولانا عليه السلام ومن لديه من العلماء رحمة الله عليهم أربعة وعشرين نفرا عبيدا وخدما، وكان الإمام عليه السلام يومئذ في مكان من العبالي يسمى الجميمة في مسجد يقرأون فيه، فلما لزموا الباب اشتغل العلماء ومن حضر بلزم الباب والمواثبة عليه، وكان الخدم يعرفون من الأمير عبد الرحيم تعظيم العلماء سيما السادة لصهارة بينهم وبينه فأجلوهم، ومولانا عليه السلام اغتنم الفرصة وخرج من طاقة المسجد وانحدر في شعب غائبا عن أعينهم، فلا زال حتى دخل بيت الشيخ محمد الأدبعي، وأنا أعرف الشيخ المذكور وأعرف جلالته لرعايته لمولانا عليه السلام فأخفاه في منزله حتى الليل، وأخرجه طريق بلاد الشرفي فكانت طريقه وادي مور قاصدا جهات الشرف.

مخ ۳۴۴