قال ابن جعفر (5): إن ترك اسم الله عند وضوئه فقد ترك ما لا ينبغي له، ولا نبصر ذلك مما ينقض وضوءه (6) ا ه.
__________
(1) الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد، للشيخ أبي سعيد محمد بن سعيد الكدمي، 1/ 126، سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة، 1406ه /1985م.
(2) ابن جعفر هو العلامة الفقيه أبو جابر محمد بن جعفر الأزكوي، من علماء النصف الثاني من القرن الثالث، عاصر الشيخ العالم أبا المؤثر الصلت بن خميس، وكانا ممن عقدوا الإمامة لعزان بن تميم الخروصي سنة 277 ه، ومن أهم شيوخه محمد بن محبوب، وعمر بن محمد القاضي، ومن أهم مؤلفاته: كتاب الجامع وهو من الكتب المشهورة مع أصحابنا ومن أجلها وأعمها نفعا. (ينظر: مقدمة كتاب الجامع، لابن جعفر، تحقيق عبدالمنعم عامر، 1/ 10، سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة، بدون طبعة وتاريخ نشر، إتحاف الأعيان، 1/ 206، دليل أعلام عمان، ص144).
(3) ينظر: الجامع، لابن جعفر، 1/ 358.
وحققه بعض العلماء: بان كان المراد بالتسمية التلفظ باللسان، فهو كما لو تلفظ إن ذكر الله بقلبه، وإن أراد ذكر القلب فلا يكون متوضا (1) ا ه.
وحمل بعض قوله صلى الله عليه وسلم: " لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله" (2) على ذكر القلب واللسان، وجعله تأكيدا على النية عند الوضوء (3) ا ه.
قال بعض محققي أصحابنا رحمهم الله: أما ذكر اسم الله افتتاح الوضوء، فقد جاء بذلك التأكيد والأمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يفعل ذلك ويأمر به، فتركه تعمدا ناقض للوضوء، وبالأولى إن قصد مخالفة السنة، ولقد أكدت السنة على ذكر اسم الله عند فاتحة كل طاعة وكل أمر من الحلال والله أهل لأن يذكر عند كل شأن، وكل ما لم يذكر فيه ولا عليه اسم الله فلا يرجى له صلاح، ولا يدرك به فلاح ولا نجاح.
وقيل: إنه قد أساء، ولا نقض عليه.
وقيل: تفسد صلاته بترك اسم الله إذا لم يقصد بوضوئه الله على ما خوطب به من التعبد، فنفس ذلك القصد ذكر قلبي لله وهو حسن، فلو نسي القصد القائم مقام الذكر القلبي صح وضوءه، وعذر بالنسيان لتقدم نيته الجامعة لجملة التعبد (4) ا ه. بتصرف وتوضيح
مخ ۳۵