(7) أخرجه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره، ص 127، ح (251)، من طريق مالك بن أنس.
قال القطب: هذا دفع لما يتوهم أنه لا وجه لوضوء رفع الأحداث مع ارتفاعها (1) ا ه.
وفي (ح): دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلالا، فقال: " يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي، فقال بلال يا رسول الله، ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بهذا " أي بهذا سبقتني " (2).
قال القطب: وليس المراد تفضيله على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا حقيقة الدخول قبله، وإن دخل قبله فلبقائه صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وتخليص الأمة، وإنما المراد أنه يفعل شيئا ما يفعله صلى الله عليه وسلم، ودخول الجنة قبله كناية عن سبقه إلى أمر يوجبها، فهو بعد ذلك يفعل منه ما يفعل، وهو صلاة ركعتين بعد الوضوء، مع أن كل ما يفعله بلال رضي الله عنه وسائر الأمة في ميزانه صلى الله عليه وسلم، لأنه الآمر والداعي إليه، إما إجمالا أو تفصيلا، اللهم آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته (3).ا ه
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالوضوء لعيادة المريض، ويقول " من أحسنه وعاد مسلما، بوعد عن جهنم سبعين خريفا " (4).
(ح): " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط " (5) وفي حديث مالك بن أنس: " فذلكم الرباط، فذلكم الرباط " (6) ردد مرتين.
ومحو الخطايا: كناية عن غفرانها، أو المحو عن كتاب الحفظة دلالة على غفرانها.
الدرجات: أعلى المنازل في الجنة.
وإسباغ الوضوء: تكميله وإتمامه، باستيعاب المحل بالغسل، وتطويل الغرة، تكرار الغسل ثلاثا، وقيل: إسباغه ما لا يجوز الصلاة إلا به، واستبعد هذا القول بأن لفظ الإسباغ يأباه، وكذا معنى رفع المنازل.
والمكاره: جمع مكره بفتح الميم من الكره وهو المشقة والألم، قيل: منها إعواز الماء، والحاجة إلى طلبه وإبتياعه بالثمن الغالي.
مخ ۲۴