نشوار المحاضرة واخبار المذاكره

القاضي التنوخي d. 384 AH
76

نشوار المحاضرة واخبار المذاكره

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر

ژانرونه

ادب
بلاغت

واحد، ولكني أخاف أن يصير لي معه حديث، فاسمح لي بأخذه متفرقا.

فقلت: يا سيدي، أفعل.

فقال: اجلس للناس، وخذ رقاعهم، للحوائج الكبار، واستجعل عليها (1) ، ولا تمتنع عن مسألتي شيئا تخاطب فيه، صحيحا كان أو محالا، إلى أن يحصل لك مال النذر.

قال: ففعلت ذلك، وكنت أعرض عليه، كل يوم، رقاعا، فيوقع فيها لي، وربما قال: كم ضمن لك على هذا؟فأقول: كذا وكذا، فيقول: غبنت (2) ، هذا يساوي كذا وكذا، ارجع فاستزد، فأراجع القوم، ولا أزال أماكسهم، ويزيدوني حتى أبلغ الحد الذي رسمه لي.

قال: وعرضت عليه شيئا عظيما، فحصلت عندي عشرون ألف دينار[وأكثر منها] (3) ، في مديدة.

فقال لي بعد شهور: يا أبا إسحاق، حصل مال النذر؟ فقلت: . لا، فسكت.

وظللت أعرض، فيسألني في كل شهر أو نحوه، هل حصل المال؟ فأقول: لا، خوفا من انقطاع الكسب، إلى أن حصل عندي ضعف ذلك المال.

وسألني يوما، فاستحييت من الكذب المتصل، فقلت: قد حصل ذلك ببركة الوزير.

فقال: فرجت والله عني، فقد كنت مشغول القلب، إلى أن يحصل لك.

مخ ۷۶