نشوار المحاضرة واخبار المذاكره
نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر
بإطلاقها على الإدرار، فبلغت الجريدة ثلاثة آلاف وكسرا في الشهر، وعملت في المجلس وأطلق مالها وامتثل جميع ما رسم به أبو محمد.
فلم يبق أحد إلا بكى رقة واستحسانا لذلك.
ولقد رأيت أبا عبد الله محمد بن الحسن الداعي العلوي (1) رحمه الله، ذلك اليوم، وكان حاضرا المجلس ، وقد أجهش بالبكاء، وأسرف في شكر أبي محمد، وتقريظه، على قلة كلامه إلا فيما يعنيه، وعلى سوء رأيه-كان- في أبي محمد، ولكن الفضل بهره، فلم يمنعه ما بينهما، أن نطق بالحق.
وقلت أنا، لأبي محمد في ذلك اليوم: لو كان الموت يستطاب في وقت من الأوقات، لطاب لكل ذي ذيل طويل، في أيام سيدنا الوزير[أطال الله بقاءه] (2) ، فإن هذا الفعل، تاريخ الكرم، [وغاية تسامي الهمم] (3) [23 ط] وبه يتحقق ما يروى عن الأسلاف من الأجواد، والماضين من الكرماء الأفراد، وغير ذلك، مما حضرني في الحال.
ثم نهض أبو محمد رحمه الله، فارتفعت الضجة من النساء، والرجال، وأهل الدار، والشارع، بالدعاء له، والشكر.
مخ ۷۱