مروءة الوزير حامد بن العباس ومكارم أخلاقه
: حدثني أبو العباس هبة الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى ابن أبي منصور المنجم ، قال : حدثني جدي ، قال : وقفت امرأة لحامد بن العباس على الطريق ، فشكت إليه الفقر ، وطلبت منه البر ، ورفعت إليه قصة كانت معها ، فلما جلس ، وقع لها بمائتي دينار . فأنكر الجهبذ دفع هذا القدر إلى مثلها ، فراجعه . فقال لحامد : والله ما كان في نفسي أن أهب لها إلا مائتي درهم ، ولكن الله أجرى لها على يدي مائتي دينار ، فلا أرجع في ذلك ، أعطها ، فدفع إليها . فلما كان بعد أيام رفع إليه رجل قصة يذكر فيها : إن امرأتي وإياي كنا فقيرين ، فرفعت امرأتي قصة إلى الوزير ، فوهب لها مائتي دينار ، فاستطالت بها علي ، وتريد الآن إعنائي لأطلقها ، فإن رأى الوزير أن يوقع لي إلى من يكفها عني ، فعل . قال : فضحك حامد ، ووقع له بمائتي دينار ، وقال : أعطوه إياها ، وقولوا له : قد صار الآن مالك مثل مالها ، فهي لا تطالبك بالطلاق فقبضها الرجل وانصرف غنيا .
مخ ۲۳