روينا في السادس من حديث ابن السماك أن خولة بنت حكيم قالت: انطلقت إلى سودة، وأبوها شيخ كبير قد حبس على المواسم، فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت له: أنعم صباحا، فقال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم.
قالت: تكلم فرحب بي، وقال ما شاء الله أن يقول.
قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة.
فقال: كفؤ كريم، ماذا تقول صاحبتك؟
قلت: تحب ذلك.
قال: فقولي له: فليأت.
قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها.
قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثو التراب على رأسه.
وقد قال بعد أن أسلم: لعمرك، إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة.
وكانت سودة امرأة ثقيلة ثبطة، وأسنت عنده، صلى الله عليه وسلم ، فهم بطلاقها فقالت: لا تطلقني، وأنت في حل من شأني، فإني أريد أن أحشر بأزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، رضي الله عنها، وإني لا أريد ما تريد النساء. فأمسكها صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها.
وماتت بعده بالمدينة في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان آخر خلافته سنة ثلاث وعشرين من الهجرة.
مخ ۴۴