نساء په دستویفسکي په ژوند کې
نساء في حياة دستويفسكي
ژانرونه
كل ذلك يتضمن بالطبع أهمية عملية، ولكن هيهات أن يكون سببا لإلقاء اللوم على أنا جريجوريفنا.
إننا إذا ما تذكرنا أن هذا الجانب العملي لدى أنا جريجوريفنا قد وفر الهدوء والسكينة لدستويفسكي، بل وأبعد عنه الهموم الصعبة وأنقذ إبداعه، أفليس من غير المنطقي ولا من اللائق أن نلقي باللوم على زوجه لأنها امرأة عملية مفرطة في دقة حساباتها. لنتذكر أنه على مدى أربعة عشر عاما من زواج دستويفسكي صدرت سبعة مجلدات من أعماله الكاملة (أي ما يزيد على نصف ما كتبه على مدى حياته كلها). هنا يصبح من المستحيل ألا نعبر عن احترامنا وتقديرنا لهذه المرأة العملية أنا جريجوريفنا، حتى لو اقتصر الأمر على مجرد إنقاذ ولو بضعة فصول من «الإخوة كارامازوف» أو«الشياطين» نتيجة لعملها الحصيف وحسن تدبيرها. في ظروف أخرى ما كان لهذه الأعمال أن ترى النور إطلاقا لولا هذا التنظيم الذي فرضته أنا جريجوريفنا على أسلوب الحياة اليومية لزوجها.
نعم، كانت أنا جريجوريفنا تعمل، بطبيعة الحال، بكل إصرار وعزم. كانت تدير دفاتر حساباتها، تشتري الورق، تلاحق المطابع، تدخل في جدل مع الدائنين، تدخل في مفاوضات مع الناشرين وبائعي الكتب، تكتب إبداعات زوجها بطريقة الاختزال، ثم تعيد كتابتها باللغة العادية، تعلن عن فتح باب الاشتراكات، تصنع الميزانيات؛ لتصبح بذلك هي الناشر والبائع والمحاسب والكاتب أثناء العمل الإبداعي لزوجها.
قد يبدو ذلك مضحكا وقبيحا، لكن الأمر في الواقع يمس شغاف القلوب بقوة وعمق، مثل أي مأثرة يومية تمر دون أن تترك أثرا، ودون أن يلحظها أحد . يرد إلى خاطري دون إرادة مني هذا البهلوان في قصة «أناتول فرانس» الذي قدم للعذراء القربان الوحيد الذي يجيده؛ قفزاته، ألعابه، حيله الأكروباتية. وعندما صاح القساوسة، غلاظ القلوب فيه، معتبرين أنه يمارس التجديف في الكنيسة، إذا بتمثال العذراء يقوم عن قاعدته لتمسح العذراء بطرف ثوبها جبهة هذا البهلوان الذي نال منه التعب.
هذا ما فعلته أنا جريجوريفنا؛ قدمت ما تعرفه وتجيده في معبد الفكر. لم تغير طبعها؛ عملت، نظمت أعمال زوجها، خدمت الإبداع الروحي العظيم الذي كان متوقدا بداخله. نعبر عن شكرنا لها على ما بذلته، ولسوف يخلد بكل امتنان اسمها في سجل ثقافتنا الروحية.
4
دستويفسكي المعتقل 1859م.
أشهر بورتريه دستويفسكي، للفنان بيروف. وقد عايش الكاتب أسبوعين أقامهما معه في بيته، وفي لحظة محددة قال له: «أنت الآن دستويفسكي، حيث في هذه اللحظة تطابق داخلك مع مظهرك. وأجلسه ليرسمه 1872م.
عام 1861م.
دستويفسكي عام 1861م.
ناپیژندل شوی مخ