ويظهر ذلك المدير مدثرا بنسيج من حرير الهند قاعدا مادا ساقه أمامه كملوك الغرب في الرسوم القديمة، ويعامل أولئك الرجال الذين بدوا له من الآلهة بلطف ومن غير فضول، فأجارهم بدلا من أسرهم أو قتلهم، ومن أين تعلم أن الكرامة والكياسة من صفات السيد الحقيقي؟ وكان البهو من لقاط سوق النبات، ولكنه من الاتساع كإحدى الرداه في رومة، وكان الملك يأكل محاطا بالنساء والندماء، وكان الوزير وحده واقفا عند الباب إبعادا لعين السوء من الأطباق المغطاة، وللوزير وحده أكل الفضال، والملك إذا تكلم آنئذ صاح الندماء بعد كل جملة قائلين «نيانزي - جه»؛ أي «حمدا! حسنا!» وليس سوى هذا ما يقال حول موائد البلاط في أوروبة.
ومن ذا الذي علم متيزا أن على الملك أن ينسج حول أبيه أسطورة من الخيال قبل كل شيء؟ ومن قول متيزا: «مرض والدي في مشيبه فكان يذبح في كل يوم مائة غلام تسكينا للأرواح الشريرة، فلما استرد صحته وخرج كما في الماضي راكبا متن وزيره الأول وقع ميتا، وقد خيط ضمن جلد بقرة فترك يعوم فوق بحيرة مدة ثلاثة أيام، إلى أن دبت عليه ثلاث ديدان، وهنالك جيء به إلى البيت حيث تحول إلى أسد. وأما جدي فقد كان من القوة ما كان يمكن عيشه مخلدا لو لم يفر من هذه الدنيا كساحر بعد أن عمر فاسحا في المجال لابنه الذي طال انتظاره.» - ومن كان جد آلك؟
قال الملك متيزا: «إنني الابن الثامن عشر من السلالة، وكان مؤسس بيتي صيادا مشهورا جاء من مكان بعيد، وكان من البأس والجمال ما عشقته الملكة من فورها فسمت زوجها وجعلته ملكا وأبا للملك التالي.»
وروى الرواد ثلاث قصص طريفة عن متيزا، ومنها أنه ود مرور غنيمة له من بلد معاد فأرسل إلى الملك الزنجي مائة معول ومائة نبلة، وأرسل إليه قوله: «إذا كنت تريد السلم فخذ هذه المعاول لحرث الحقول ، وإذا كنت تريد الحرب فخذ هذه النبال فسوف تحتاج إليها.» ويأخذ الملك المعاول ويلقب بالملك ذي المعاول المائة.
ويستقبل متيزا إنكليزيا، ويعتذر له هذا الإنكليزي عن كون الهدايا التي أحضرها له قد جرفتها المياه، فاسمع جواب متيزا: «أجل، إن الأنهار الكبيرة تبتلع الأنهار الصغيرة، ولكنني لا أفكر في أمر آخر بعد أن رأيتك.»
ويوضح ستانلي
24
لمتيزا حركات المعصم وعضلات الأصابع على ألواح تشريحية فيصرخ متيزا قائلا: «أجل، إن هذا لأمر عجيب، ولا أستطيع صنع مثله، ولا ينبغي لي أن أتلف شيئا لا أقدر على فعله.» ولم يعتم متيزا أن صلم
25
أحد رعاياه لأنه لم يرقه!
ناپیژندل شوی مخ