223

نیل: ژوند يو سيند

النيل: حياة نهر

ژانرونه

وكان محمد ينتظر مجيء يومه مع صبر شرقي يكون به دبلميا أمهر من الغربي العصبي، وذلك مع ملاحظته صامتا ذلك الهيجان المتزايد الذي يصفه له الملاحون الآتون من جميع جهات السودان للرسو في جزيرته. وأخيرا ينبئ مريديه بقرب ظهور المهدي المنتظر؛ أي المسيح الذي أخبر به القرآن. والواقع هو أنه منذ قرون - وفي كل مرة يتمخض الإسلام عن ثورة - يخبر رجل بظهور المهدي، بظهور مرسل النبي الذي يتم عمله ويقوم مقامه، ويبلغ محمد أمر ظهور المهدي، وجميع الناس يقولون مرددين: «سيظهر المهدي، ومن يكون المهدي؟»

ولم يخامر السلطات شك في الخرطوم، وحظر الحاكم على بواخره أخذ حطب من جزيرة أبا، وحملها على التمهل عندها داعية المسافرين إلى الصلاة بصفارات بخارية، ويرد موظف قبطي عال إلى الجزيرة ذات يوم، ويقدم الولي الجميل إليه شرابا، وتظل الجرة المشتملة عليه مملوءة، ويقص القبطي على الباشا نبأ هذه الكرامة فيدهش الباشا.

ويبصر محمد رعن

3

أولياء الأمور، وتخاصم زعماء الأحزاب، وزيادة فاقة الشعب، ويرى أن عليه أن يؤمن بنفسه حتى يؤمن الناس به، ويعزم على إعلان مهديته، ويأتي بمريديه إلى تحت النخيل في جزيرته ويقص خبر رؤياه في الليلة الماضية، يقص عليهم أنه رأى كتيبة نيرة من الملائكة والأولياء والصالحين تحيط به، وأنه رأى النبي محمدا نزل إليه لابسا بردته الخضراء وقال: «هذا هو المهدي، فمن لم يصدق بمهديته فقد كفر بالله ورسوله.» ويركع التلاميذ أمام وليهم صامتين مرتجفين، ويقول المهدي لهم: «اعلموا يا أصحابي أنني المهدي المنتظر!» ثم يدعي أنه من ذرية محمد، وأنه سمي باسمه لذلك السبب، وأن الله جعل من السمة التي على وجهه آية على كونه صفيه.

أجل، كان المئات من الناس مستعدين للإيمان به، ولكنه كان محتاجا إلى مليون حتى يقود حزبه إلى النصر، وفي ذلك الحين يترك وضع الولي ويرسل أصحابه إلى أنحاء البلاد ليعلنوا ظهوره المعجز:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الولي الكريم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله مع التسليم، وبعد فمن العبد المفتقر إلى الله محمد المهدي بن عبد الله إلى أحبائي في الله المؤمنين بالله وبكتابه ... ثم تفضل الله علي بالخلافة الكبرى، وأخبرني سيد الوجود

صلى الله عليه وسلم

بأني المهدي المنتظر وخلفني بالجلوس على كرسيه بحضرة الخلفاء والأقطاب، وأيدني الله بالملائكة والأولياء ... ثم أخبرني سيد الوجود

صلى الله عليه وسلم

ناپیژندل شوی مخ