12
للورق، وفي السودان تجتث الأفيال أشجارا يبلغ ارتفاعها ثلاثين مترا، وذلك بأن يدخل بعضها عاجه كعتل وبأن يجتذب بعضها الآخر أغصان الأشجار بالخراطيم؛ ولذا لا تقتل الفيول الأفريقية مواجهة لسلاحها ذلك، ولأنها أشد بأسا في السهب الطليق من الفيول الهندية في غابات سيلان، ويمكن تدويخها مع ذلك بإطلاق العيارات النارية الثقيلة عليها إطلاقا مستمرا.
والفيل الأفريقي أجمل من الفيل الهندي شكلا، ويبدو هذا الجمال كما في التماثيل المصرية، ويتألف من رأس الفيل السوداني وخرطومه وأذنيه كل كامل لا ترى نظيره في الفيل الهندي، ولا تجد مثل رشاقة هذا الحيوان الذي هو أثقل جميع الحيوانات وزنا، ويميل هذا الفيل إلى الجول عن هياج وقلة صبر، فيهز قوائمه الضخمة ويسير كالرجل الذي يثب على سواه مع بقائه سيد أعصابه، ومجمل القول كون الفيل عنوان الخفة والفتنة كالولد.
والآن ترى الفيل ميتا مطروحا فوق السهب، والآن تراه محاطا بمئات من السود يترصدون لحمه وعاجه، ويدل تكرش جلده على تاريخ السهب والسبسب
13
وعلى تاريخ الزوابع والحشرات، وهو مثل خريطة جغرافية مشتملة على أماكن ملس سالمة كما لو كانت على نفس رجل شائب.
وأخيرا ينزع السلبان
14
الأبيضان الأحجنان
15
ناپیژندل شوی مخ