نیل په فرعونیانو او عربانو کې
النيل في عهد الفراعنة والعرب
ژانرونه
واستدام جهل قدماء المصريين بأسباب الفيضان مع اعتقادهم بأنه من دموع إزيس، وظنوه ناشئا عن الرياح الشمالية، ولكن ديودور الصقلي خالفهم في ذلك، وأبدى أن أمطارا كثيرة تنزل في كل السنين ابتداء من الصيف حتى يتعادل الليل والنهار في فصل الخريف، ومن المعقول جدا أن ينخفض النيل في الشتاء ويزداد في الصيف من تهاطل الأمطار التي تهبط عليه، فهي التي تأتي دائما إلى مصر من إثيوبيا، فتملأ في الصيف مجرى النهر، وهذه النظرية صحيحة، وهي أصدق المعلومات عن السبب الوحيد في فيضان النيل الذي هو مصدر الحياة لمصر وقاطنيها.
تتراوح مدة الفيضان بين تسعين يوما أو مائة «على رأي قدماء المصريين والأقباط»، ويبتدئ الفيض رويدا إلى يوم 20 سبتمبر، وهو أقصى مدته، وتتغير مياه النيل أثناء زيادته، فتكون خضراء في الأوائل حينما تقذف الزيادة من مجاريها المياه الراكدة في مستنقعات بحر الغزال ونحوه، ثم تصير حمراء قاتمة مغبرة حينما تنزل من سطوح جبال الحبشة الرمضاء، ومنها تنحدر إلى النيل الأخضر والنيل الأحمر اللذين أشبها ساكني تلك الجهات المجاورة، وهذه التغييرات لم تمنع ماء النيل من صلاحيته للشرب، وقد جاء في أمثال العرب «على سبيل المبالغة» أن من شرب من ماء النيل مرة يشتاق أن يشرب منه أبدا، وبالغوا من قديم في شهرته وخواصه، حتى زعموا أنه يبعث الأموات في الدار الآخرة، وذكر في كتاب الموتى أن من أكبر مشتهيات الميت الشرب من المياه الباردة الآتية من نهر الجنة الذي كان يشبه النيل.
واعتاد قدماء المصريين كما اعتاد أبناء هذا العصر اعتبار النيل المورد الأول لحياتهم وأرزاقهم، فيحتفلون بالفيضان ومستوى الزيادة احتفالات سنوية، فإذا تأخر فيضانه امتلأت المعابد بمن يؤدون الصلوات والتضرع، ويقدمون الضحايا ابتهالا للآلهة في أن يجود النيل عليهم بفيضه المعتاد، فإذا أبطأ ولم يستجب دعاؤهم، توجهوا إلى فرعون ليضرع معهم في طلب الزيادة، فيسمع النيل أمر أبيه فيأتي فتعم الأفراح، ويأخذ القوم في الاطمئنان على معايشهم ورخائهم.
النصوص المصرية القديمة الخاصة بالفيضان قليلة، وما ورد منها لم يؤيد قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
وقد ورد في شاهد حجري ترجمه بروكش باشا أنه وقعت بمصر مجاعة دامت سبع سنين، ولم يمكن الجزم بأنها هي السبع سنوات الواردة في نص التوراة أو غيرها، وإليك ترجمتها:
يقول الملك لرجال بلاطه: أنا الملك حزين على عرشي، وقلبي مفعم بالكآبة لتأخر النيل عن فيضه المعتاد سبع سنوات، فأصبحت ثمرات الأرض نادرة، وجفت الخضرة، واستحال كل شيء على وجه الأرض، إني أفكر كثيرا فيما مضى، وأتضرع معكم إلى إمحتب بن فتاح الذاهب إلى منبع النيل؛ ليمنحنا جميعا الشفاعة والإغاثة بفيضه سريعا.
وورد في حجر كانوب المحفوظ بالمتحف المصري تحت رقم 980 بقاعة حرف
T
بالطبقة السفلى، أنه في عهد الملك بطليموس إفرجت الأول سنة 238ق.م اشتد انخفاض النيل وحدثت بذلك الأهوال والمجاعة.
وقال الفيلسوف سنيك: إن النيل لم يفض سنتين؛ أولاهما في السنة العاشرة في حكم الملكة كليوبطرة، ويؤكد لنا كليماك أن النيل سبق أن تخلف فيضانه عن عادته تسع سنين لما قتل بطليموس بومباوس الروماني
ناپیژندل شوی مخ