نیل په فرعونیانو او عربانو کې
النيل في عهد الفراعنة والعرب
ژانرونه
فهذا القول هو أصل الاعتقاد بتقديم فتاة عذراء قربانا للنيل المعبود كل سنة، ويكفي أن البداهة الذوقية تكذب هذا الزعم، بعد العلم الراسخ بما كان للمصريين من القدح المعلى في المدنية ورقة الشعور وسمو العواطف حتى مع الحيوانات العجم، فبالأولى تشمئز سجيتهم عن إلقاء فلذة كبد من أكبادهم في مجرى المياه المتلاطم الأمواج، التي لا تبقي شيئا من إرهاق النفوس واختطاف الأرواح من أجسادها، ولم يكن هناك أقل نسبة عقلية بين اقتراف هذا الجرم وانخداع النيل بارتكابه.
أما ذكر عروس النيل بلفظة «ربيت» المشار إليها في ورقة «هريس البردية»، فيكفي في إثبات أنه خرافة وخطأ أن لفظة «ربيت» هو علم على أحد أشكال النيل المؤنثة، وليس علما على عروس كانت تلقى في النيل كما زعم بعض المؤرخين، والقول باستمرار العادة بالهدايا الذهبية والطيور والحيوانات لا ضرر منه، وغاية ما يلتمس به العذر هو التفاؤل بأن يكون الفيضان سخيا على مجموع الخلائق يجود بأهم ما تشتاقه النفوس.
في العصور الوسطى
استمر المصريون على ما ألفوه من عادات الأعياد ورسوم الحفلات، ولم يغيروا حفاوتهم بها مع ما طرأ على ترتيباتها من التفاوت في الرونق، والأوضاع ومظاهر الزينة، فهي كانت عرفية ووراثية وقومية ودينية إلى أن جاء الفتح الإسلامي بمصر، فمحا كثيرا من العادات، ولا تزال بعض آثارها باقية إلى يومنا هذا، وفي كثير من المتاحف بالمدائن الشهيرة بعض بقاياها الدالة على ما كان للنيل من المكانة في النفوس، والنيل من حيث هو منبع الفيض والخيرات يبقى بمكانته العمرانية في أرفع مراتب التجلة والاحترام، فهو كما تقدم كأنه انتزع من مساحات الصحراء كميات وافرة كانت مجدبة، فألبسها حلة الرغد والسخاء، وجعل القاطنين بها أغنياء بعد الفقر، وذوي سعة ويسار بعد أن كانوا في حضيض الفاقة والضنك.
ولا زال الاحتفال بمهرجان النيل متبعا في نوعيته إلى الآن، فكأن المصريين في محافظتهم على تقاليد آبائهم افترضوا على حكامهم احترام تقاليدهم وعقيدتهم في النيل المقدس.
وكان من عقيدتهم في عهد الفراعنة أن دمعة المعبودة إزيس تنزل في النيل وتسبب فيضانه، فبقيت هذه العقيدة إلى العصر المسيحي، وظن الأقباط أن النيل يفيض بنقطة إلهية تنزل من السماء، ونجد في النتيجة السنوية القبطية أنه قبل انقلاب الشمس في الصيف بأربعة أيام؛ أي في اليوم الحادي عشر من شهر بئونة يحتفل بعيد ليلة النقطة السماوية، التي تطهر الهواء وترفع الطاعون عن الأرض، ويقول البعض: إن جبرائيل رئيس الملائكة يصلي قبل ذلك بثلاثة أيام ويدعو حتى تفيض مياه النيل، فيسجد ويتوسل إلى ربه بأن يفيض النيل وينزل إلى الأرض المطر والندى، ويحمل في يديه سيفا لطرد الشيطان، وإليه فيما يقولون يرجع فضل نزول النقطة الإلهية.
فالأقباط حافظوا على تقليدهم القديم حتى أتت النصرانية، وجعلوا يوم نزول النقطة عيدا، وقد جاء في بعض النصوص ذكر النقطة السماوية وليلة موج الدموع، وأن قصة قتال جبرائيل رئيس الملائكة للشيطان تشبه كثيرا قصة حورس المنتقم لأبيه من ست، وأبيه أزوريس رمز الأرض السوداء المخصبة، وست رمز الصحراء المجدبة.
ومتى حان وقت نزول النقطة يتوالى الفيضان، ويرتفع إلى درجته المعلومة، ومن العادات المألوفة إلى اليوم أن بعض الناس اتخذوا المناداة للتبشير بمبادئ الفيضان في أوائله سببا للارتزاق، بما يسديه إليهم الناس عند هذه البشرى، فيهنئ بعضهم بعضا بحلول موسم النيل، كالتهاني المألوفة في الأعياد السنوية.
ثم يأتي عيد زواج النيل والاحتفال بقطع الخليج، والقول بزواج النيل مبني على تلك القصة الخرافية، قصة إلقاء فتاة في النيل، تلك الفتاة التي استبدل بها إلى عهد قريب تمثال من الخشب يحلى بملابس ويزين بالقصب ونحوه، وأما الاحتفال بالنيل وإلقاء النقود ونحوها في مجراه فهذا على سبيل التفاؤل كما تقدم، ومن التماثيل الموجودة في متحف اللوفر تمثال رمزي يمثل النسر من صنع مدينة الإسكندرية، وهو يشبه أحد تماثيل النيل المحفوظة إلى الآن بمتحف الفاتيكان في رومة.
في العصور الحديثة
ناپیژندل شوی مخ