268

لها ، لم يحصل لها بعد ذلك.

وفيه نظر ؛ فإنهم قد صرحوا بأن المراد بالموجود هنا ليس الموجود بالفعل ، بل الماهية التي لو وجدت كانت لا في موضوع ، وهذا المعنى ثابت بالفعل للكليات كما ثبت للأشخاص ، بل هو للكليات أسبق ، لأنه قد ثبت : أن كل معنى ثبت لكلي من جزئي ، فإنه ثابت أولا للكلي وبالذات ، وثانيا للجزئي وبالعرض.

الوجه الثالث : من حيث القصد إلى التكوين ، فإنه متوجه بالذات إلى صيرورة النوع شخصا ، ليمكن أن يحصل في الأعيان.

وفيه نظر ؛ فإن القصد بالذات في التكوين إنما يتوجه إلى الطبائع النوعية لا إلى الشخص المنقطع ، بل إلى الطبيعة النوعية المستمر وجودها في ضمن الجزئيات بتلاحقها (1)، فالجزئيات مقصودة (2) بالقصد الثاني.

الوجه الرابع : السبق إلى التسمية ، لأن أول شيء عرف أنه لا في موضوع هو الأشخاص الجزئية.

وفيه نظر ؛ فإن الطبيعة النوعية أسبق من الشخص في الوجودين ، فهي أسبق بالتسمية.

واعلم أن الأنواع أولى بالجوهرية من الأجناس لقربها من الأشخاص وبعد الأجناس عنها ، ولأنها أشد مشاركة للأشخاص من الأجناس ، فنسبة الجنس إلى النوع كنسبة النوع إلى الشخص ، فلهذا كانت الأجناس ، الجواهر الثالثة (3). وأيضا الجواهر العقلية الجزئية أولى بالجوهرية من الأشخاص الجوهرية المحسوسة ، لأن تلك أسباب لهذه ، والسبب مستغن عن مسببه ، فكان معنى الاستغناء الذي هو معتبر في الجوهرية لها أتم. وقد قدمنا المنع من ذلك.

مخ ۲۷۵