وكان بعض أهل العسكر رأى في منامه رحلا بنشد :
الليالي لم يحسن إلى أحد
إلا أساءت اليه بعد إحسان
أما رأيت خطوب الدهر ماصنعت
بالهجاشمي وبالفتح بن خاقان؟
فبقى في الخلافة اربع عشرة سنه وتسعة أشهر ويمانية أيام ، وقيل : وتسعه أيام
مم صار الامر الى ابنه المنتصر أبي جعفر محمد يوم الأربعاء المذكور ،وهو أول من عدا على أبيه من بي العياس، كما أن يزيد بن الوليد من بني أمية أول من عدا على أبيه منهم . وشيرويه ابن كسرى قتل أباه . وقد جرت عادة الله أن من عدا على أبيه لا ببلغه سؤلا ولا متعه بدنياه إلا قليلا ..
فلم يقم المنتصر بعد أبيه سوى ستة أشهر إلا أياما . وكان يسىء انى العيال، ويبخل بالمال، فسمه بعضهم في كمثرى ،فمات . وقيل :أصابته الذبحة (2)،وقيل: أصابه ورم في معدته ، وقيل فصد يميضع مسموم ، وقيل: بل وجد علة في رأسه ، فقطر لبيبه ابن طيفور في أذنه دهنا فورم رأسه ،فعوجل فمات بسر من رأى ليلة لسبت لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة يمان وأرلعين ومائتين (862م). وصلى عليه المستعين .
وكان إذا حلس إلى الناس يتذكر ، فترعد فرائصه ، وذلك أنه رأى أباه فيالنوم كأنه يقول: ويلك يا محمد، قتلتنى وظلمتنى ،والله لا يمتعت بالخلافة إلا أياما يسيرة، ثم مصيرك الى النار . فانتبه وهو لا يملك عينيه . فكان يسلى فيقال له: هذا استشعار
مخ ۸۵