كما ابتدأ التوراة بذلك لذلك قال الحرالي: و﴿الحمد﴾ المدح الكامل الذي يحيط بجميع الأفعال والأوصاف، على أن جميعها إنما هو من الله سبحانه تعالى وأنه كله مدح لا يتطرق إليه ذم، فإذا اضمحل ازدواج المدح بالذم وعلم سريان المدح في الكل استحق عند ذلك ظهور اسم الحمد مكملًا معرفًا بكلمة «أل» وهي كلمة دالة فيما اتصلت به على انتهائه وكماله. انتهى.
ولما كانت مرتبة الربوبية لا تستجمع الصلاح إلا بالرحمة اتبع ذلك بصفتي ﴿الرحمن الرحيم﴾ ترغبيًا في لزوم حمده، وهي تتضمن تثنية تفصيل ما شمله الحمد أصلًا؛ وسيأتي سر لتكرير هاتين الصفتين
1 / 28