نزوات مریان
نزوات ماريان: وليالي أكتوبر ومايو وأغسطس
ژانرونه
هرميا :
عندما كنت في العاشرة أو في الثانية عشرة من عمرك كانت كل آلامك صغيرة أو كبيرة منوطة بي، وبنظرة قاسية أو مبهجة كنت أبعث في فؤادك الحزن أو السرور، ولكم ألقيت بجبينك المشرق إلى أحضان والدتك وكأنما علقت بشغاف قلبها، أما الآن فما أنا إلا كأخت لك، ولكني إن عجزت عن تبديد آلامك لا أعجز عن مشاطرتك إياها.
سيليو :
أي أمي، وكنت أنت أيضا مشرقة الجمال، ولطالما نظرت إلى قدك الممشوق وقد غشته غلالتك الرقيقة، فخيل إلي أني أرى ملكة الجمال، أي أمي لقد أوحيت الحب ولطالما أرسلت القيثار تنهداتها إلى نافذتك المنفرجة قليلا، ولكم شققت سبيلك وسط الجموع الحافلة تلقين عليها نظراتك الهادئة المترفقة الجليلة وماء الحياة يجري قويا تحت إهابك، لم تحبي أحدا، ولقد مات حبا من أجلك أحد أقرباء والدي.
هرميا :
يا لها من ذكرى!
سيليو :
أي أمي، أرجوك إذا لم يكن في ذلك ما يبعث الأسى في نفسك ويستدر الدموع من عينيك أن تقصي علي ما كان، وأن تفصلي خبره.
هرميا :
وا حزني! وفيم تحريك الرماد يا ولدي؟ ومن عجب أن تطلب إلي ما طلبت.
ناپیژندل شوی مخ