وطفولة الإنسان تبلغ 18 أو 20 سنة، يحتاج فيها إلى معونة الأبوين، وفي هذه السنين يتدرب على ممارسة فضائل عائلية تصير بعد ذلك فضائل اجتماعية، وربما يحتاج القارئ إلى هذا التلخيص الإيضاحي التالي: (1)
كان المجتمع البشري الأول عائليا فقط. (2)
كانت العائلة تترحل؛ لأن الزراعة التي تدعو إلى الاستقرار لم تكن قد عرفت، فلذلك كانت العائلة لا تزيد على الأم وأولادها. (3)
من المعقول أن الزوج كان يرافق الأم بعض الوقت، ولكنه كان أيضا يتركها، فتتخذ هي زوجا آخر في ترحلها مع أولادها. (4)
مثل هذا النظام يجعل الأولاد ينتسبون إلى الأم؛ لأنها هي الباقية معهم دون الأب في الترحل. (5)
زد على هذا جهل الإنسان البدائي بحقيقة التناسل، واعتقاده أن الأب غير ضروري للتلاقح؛ ولذلك نجد في لغتنا أن الحياة مشتقة من الحيا، وهو عضو التناسل في المرأة. (6)
كذلك نجد النظام الأموي فاشيا عند القبائل الرحل التي لم تعرف الزراعة، كما كانت حال القبائل العربية في الأزمنة السحيقة. (7)
كانت الأم تموت أحيانا وتترك الأولاد، فتبقي الرابطة التي أوجدها الرضاع ورفقة الأم، ومن هنا نشأ المجتمع البشري من نواة المجتمع العائلي؛ لأن الإخوة يعيشون معا. (8)
لما عرفت الزراعة واستقرت العائلة في مكان، صار الزوج واحدا لا يتغير؛ لأنه ارتبط بالزراعة والماشية والأولاد، في حين أن الترحل القديم كان يفكك العائلة فيجعل الزوج يضرب في تجواله، كما كانت الزوجة تختار زوجا آخر في مكان آخر وهي تترحل.
النار والطعام
ناپیژندل شوی مخ