زد على ذلك أننا نبدأ حياتنا في أرحام أمهاتنا خلية واحدة، تنمو كما تنمو الخلية بفرق واحد، وهو أن الخلية إذا نمت وكبرت انقسمت قسمين، وعاد كل قسم فانقسم قسمين منفصلين، وهلم جرا. أما نحن، فالخلية الأولى تنقسم خليتين دون أن تنفصلا، وتعود كل خلية فتنقسم قسمين متصلين، وهلم جرا.
وجهتا التطور في الحيوان والنبات
الحيوان والنبات كلاهما يشترك في الحياة؛ فقوانين الحياة تشملهما جميعا من حيث الاغتذاء والتنفس والوراثة والتزاوج والنمو، وهما أيضا مشتركان من حيث التطور؛ إذ هما كلاهما نشآ من الجسم البسيط المتجانس إلى الجسم المركب المتغاير، وإنما هما يشتركان لأن الحياة التي فيهما واحدة، بل هما أحيانا يتداخلان فيعيش النبات عيشة حيوانية يسطو على الحيوان أو النبات ويأكله، ثم هو يتحرك ويستجيب للمؤثرات العصبية بالحركة وإفراز السوائل.
ويعيش الحيوان عيشة نباتية أحيانا، بحيث يستعين على الحياة بمادة الكلوروفيل الخضراء التي في النبات، وأحيانا يؤثر السكون على الحركة كما هو الشأن في النبات؛ (كما يفعل حيوان الإسفنج).
وهذا الاشتراك يدلنا على أن النبات والحيوان قد نبعا من أصل واحد، وأن الفرق بين النخلة والأسد أو بين العشب والفأر، من حيث اعتبار قوانين الحياة العامة، لا يختلف في النهاية عن الفرق بين الكلب والذئب أو بين الذرة والقمح، إلا اختلافا في الدرجة فقط.
ولننظر الآن في بعض ما يظهر من مظاهر الاختلاف، لنرى هل فيها اختلافات جوهرية تفصل النبات عن الحيوان فصلا تاما، وتميزه منه بحيث يستدعي الاعتقاد بأن حياة الحيوان غير حياة النبات، أو أن هذه المظاهر سطحية فقط قد اقتضاها اختلاف البيئة!
ولنبتدئ بالاغتذاء؛ فإن المعروف عند جميع الناس أن النبات يغتذي من الجماد، أما الحيوان فيغتذي من النبات أو من الحيوان، وليس هذا فرقا كبيرا:
أولا:
لأن العناصر التي يغتذي بها النبات هي نفسها العناصر التي يغتذي بها الحيوان؛ أي إننا عند تحليل الغذاء إلى عناصره الأولية، من نتروجين وكربون وغيرهما، نجد أن غذاء النبات هو نفسه غذاء الحيوان، وإنما يمتاز النبات بالقدرة على إحالة الجماد إلى مادة نباتية مثله، ويمتاز الحيوان بالقدرة على إحالة النبات أو الحيوان إلى مادة حيوانية مثله.
وثانيا:
ناپیژندل شوی مخ