فأئمتنا عليهم السلام فسروا كل آية بالتفسير المناسب لفطرة العقل، واللائق بعدل الله وحكمته، والموافق لنصوص القرآن، والذي ينبغي معرفته أن آيات القرآن بعضها محكم وهو الأصل وعليه الاعتماد في بناء العقائد الاسلامية، وبعضها متشابه لا يجوز الأخذ بظواهر معانيها ولا الاعتماد عليها في تأسيس العقائد. ومن هنا يقول الله سبحانه وتعالى: ((منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكرإلا أولوا الألباب)) [آل عمران:7]، وللإمام الهادي عليه السلام في أجوبته على ابن الحنفية تفسير لأكثر الآيات في هذا الباب، فمن أرادها فهي موجودة في المجموعة الفاخرة.
نعم، والمتشابه هو الذي يمكن أن يفسر بأكثر من تفسير، فأئمتنا
عليهم السلام يفسرونه بالتفسير المتوافق مع المحكم، صيانة للكتاب من التناقض والاختلاف لو فسر بغيره.
[شبهة وجوابها]
ومما استدل به المخالفون على نفي الاختيار قولهم، سبق في علم الله ما سيفعله الإنسان، فلا يقدر على الخروج مما علمه الله تعالى.
مخ ۵۲