وأجيب: بأن العلم تابع للمعلوم، وبأنه يلزم أن لا يكون الله
تعالى مختارا، إذ سبق علمه في الأزل بما سيفعله تعالى، فلا يقدر على الخروج من علمه وإلا انقلب العلم جهلا، وقد حصل الاتفاق على أنه تعالى مختار.
[بطلان تكليف ما لا يطاق]
هذا والقول بتكليف ما لا يطاق مترتب على هذه المسألة، فبطلانها يبطل القول به، ومما يدل على بطلانه قوله تعالى: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) [البقرة:286]، ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)) [البقرة:185]، وأي عسر أعظم من تكليف ما لا يطاق، وقوله تعالى في سورة التوبة: ((وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنامعكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون)) [التوبة:42]، فكذبهم سبحانه في دعواهم نفي الاستطاعة، ودلت الآية أن للإنسان قدرة متقدمة.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((إذا أمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)).
وقوله تعالى: ((ولا يظلم ربك أحدا)) [الكهف49]، ويلزم القول به نفي العدل والحكمة عن الحكيم سبحانه وتعالى، وقد كثر القيل والقال في هذه المسألة بين الجبرية والعدلية، وطال النزاع والجدال عبر قرون كثيرة، وامتلأت صفحات الكتب الأصولية علم الكلام والتفاسير ووضعت لذلك كتب خاصة.
مخ ۵۳