وَهَذَا الحَدِيث أتم وَأَشْبع وَالْأول لم يذكر فِيهِ أَنهم يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب
وَعَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بكر ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ أَعْطَيْت سبعين ألفا من أمتِي يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب قُلُوبهم على قلب رجل وَاحِد واستزدت فزادني مَعَ كل وَاحِد سبعين ألفا
وَعَن أم قيس أَن رَسُول الله ﷺ خرج آخِذا بِيَدِهَا فِي سكَّة من سِكَك الْمَدِينَة حَتَّى انْتهى إِلَى بَقِيع الْغَرْقَد فَقَالَ يبْعَث مِنْهَا سَبْعُونَ ألفا يَوْم الْقِيَامَة فِي صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب
فَقَامَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم قَالَ أَنْت مِنْهُم فَقَامَ آخر فَقَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَقَالَ سَبَقَك بهَا عكاشة
فَهَذَا الْعدَد من مَقْبرَة وَاحِدَة فَكيف سَائِر مَقَابِر أمته وَإِنَّمَا قَالَ رَسُول الله ﷺ أَنْت مِنْهُم كَأَنَّهُ رأى فِيهِ أَنه مِنْهُم وَالْآخر لم يره بِموضع ذَاك وَأم قيس هِيَ ابْنة مُحصن وَهِي أُخْت عكاشة بن مُحصن الْأَسدي فالسبعون الْألف الْأَولونَ سقط عَنْهُم الْحساب لِأَن الله تَعَالَى أَيّدهُم بِالْيَقِينِ حَتَّى عاملوا الله تَعَالَى على الصدْق وَالْوَفَاء بيقينهم وهم أَوْلِيَاء الله تَعَالَى لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ وهم السَّابِقُونَ المقربون يشفع كل وَاحِد مِنْهُم فِي سبعين ألفا مِمَّن احتسب لِلْحسابِ