من شم طيب جنيات الربيع يقل ... لا المسك مسك ولا الكافور كافور الربيع يا سيدي ومولاي اطال الله بقاك شباب الزمان وجدة العالم وروح الارواح وهو الفصل. الذي له الفضل. بمنظره البهي ومخبره الذكي. ومحاسنه البهجة. وخصائصه الارجه. فللعيون في انواره مرتع. وللنفوس بنسيمه مستمتع. ولكل من الفصول محاسن ومناقب. ومساو ومعائب. غير الربيع فانه كل كله حسن وطيب. وليس له في العيوب نصيب. فان كان الصيف زمان الرياحين والثمرات. وموسم ادراك الغلات. فالارض من وقدت الحر. وبساط من الجمر. والهواء كالتنور المجسور. وقلب العاشق المهجور. وان كان الخريف اوان قطاف العنب. واختراف الرطب فالرياح فيه تجفو والعيدان تجف.وعقارب البرد لا تكف ولا تخف. وان كان فصل الشتاء. يستحب لاتصال الانداء. ففي برده كلب وفي هوائه غلظ. ورب يوم له عبوس قمطرير. يكشر عن ناب زمهرير. وما الفصل المعتدل. والوقت المقتبل. والزمن المرموق الموموق الا الربيع المحبوب المعشوق. فاذا جاء جاء الانس والسرور. واقبل النور والنور. واقبل الحسن يبتسم ويكاد يتكلم. وإذا رأيته رأيت وجها وسيما. وفضلا جسيما وريحا نسيما. وسحابة مطرة. ورائحة عطرة. ورياضا كالعرائس في حليها ومطارفها. والطواويس في وشيها وزخارفها. واشجارا راق نورها النضيد. ورق ورقها النضير. فالارض زمر دو ياقوت ومسك مفتوت. والبساتين وشي ويرود. وقلائد وعقود. والجو لؤلوء منشور. ورداء نور منشور. والماء سيوف وبلور. فسبحان الله ما اطيب الربيع واحلاه. واحسن حلله وحلاه. بالله ما يقيسه بالصيف الا مغرور لا يعرف. أو عارف لا ينصف. ومن عاين الربيع وحسن آثاره. وشم طيب انواره وازهاره. لم يستحسن الدر والجوهر ولم يستطب المسك والعنبر. واحسن ما للربيع من مآثره. واشرف ماله من مفاخره. انه يشبه بمحاسن مولانا الملك المؤيد ولي النعم خوارزم شاه ادام الله ملكه وان لم ينل قدرها ولم يصل فضلها. ولم يجد بدا من الاقرار لها. فيقال كأن امطاره من جوده وكرمه. وكان انواره من اخلاقه وشيمه. وكأن ازهاره آثار قلمه. وغرر كلمه. وكأن نسيمه شكر خدمه لنعمه. فلا عدمت الازمنة جمالها ولا زال بدرا في كماله. وهلالا في نمائه
باب في
الخمريات
" رسالة في حل قول الصاحب "
متشاكلات قد جمعن فكلها ... متشابه اشباحها ارواح
وإذا اردت ملخصا تفسيرها ... فالراح والمصباح والتفاح
لم يعلم الساقي وقد جمعن لي ... من اي هذا تملأ الاقداح
هذه اطال الله بقاك يامولاي ليلة وقد الدهر عنها وطلعت سعودها وغاب عذالها فهي من حسنات الدنيا. وقد نظمتني واخوة لي في سمط الثريا. وجمعت لنا متشاكلات. كأنها اخوات متشابهات اجسامها ارواح من اللطف. ومالها نهاية في الحسن والظرف. فان اردت تلخيص نكتها. وتفصيل جملتها. فهي الراح التي ترتاح لها الارواح. والتفاح النفاح. وثالثها المصباح. ولما تشابهت على الساقي الذي يسقينا للفرح. لم يدر من ايها يملأ القدح وليس لتنبيهه عليه الا أنت. فان تفضلت بالحضور واحسنت " اخرى في حل قول ابن الرومي "
ابصرته والكأس بين فم ... منه وبين انامل خمس
فكأنها وكأن شاربها ... قمر يقبل عارض الشمس
الشرب يا سيدي ومولاي ادام الله عزك على الوجوه الصباح والصور الملاح. من غرر العمر. وفرص الدهر. وقد زارني من ملاحة الصورة. عليه مقصورة. وشرب عندي راحا كأنها من خده معصورة. فما شبهته والكأس بين فمه وانامله الخمس الا بالقمر يقبل عارض الشمس. واحببت ان تشاركني في السرور برؤيته. والاقتباس من نور مشاهدته. وامتاع الروح بمنادمته فطر الينا طيران السهم. واطلع علينا كطلوع النجم. ان شاء الله " فصل في حل قول عبد الله بن المعتز "
سقتني في ليل شبيه بشعرها ... شبيهة خديها بغير رقيب
فما زالت في ليلين شعر ومن دجى ... وشمسين من راح ووجه حبيب
" وقول النظام "
ما زالت آخذ روح الدن في لطف ... واستبيح دما من غير مجروح
مخ ۵۱