265

نثر الدر

نثر الدر

ایډیټر

خالد عبد الغني محفوط

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

بيروت /لبنان

دينك من مُعَاوِيَة؛ فأعطيته مَا فِي يدك، ومناك مَا فِي يَد غَيره، وَكَانَ الَّذِي أَخذ مِنْك فَوق الَّذِي أَعْطَاك، وَكَانَ الَّذِي أخذت مِنْهُ دون الَّذِي أَعْطيته؛ وكل راضٍ بِمَا أَخذ وَأعْطى؛ فَلَمَّا صَارَت مصر فِي يدك تتبعك فِيهَا بِالْعَزْلِ والتنقص حَتَّى لَو أَن نَفسك فِيهَا ألقيتها إِلَيْهِ. وَذكرت مشاهدك بصفين، فَمَا ثقلت علينا وطأتك، وَلَا نكأتنا فِيهَا حربك، وَإِن كنت فِيهَا لطويل اللِّسَان قصير السنان، آخر الْحَرْب إِذا أَقبلت، وأولها إِذا أَدْبَرت، لَك يدان: يَد لَا تبسطها إِلَى خيرٍن ويدٌ لَا تقبضها عَن شَرّ، ووجهان: وجهٌ مؤنسٌ، ووجهٌ موحشٌ. ولعمري إِن من بَاعَ دينه بدنيا غَيره لحري أَن يطول حزنه على مَا بَاعَ وَاشْترى، لَك بيانٌ وفيك خطلٌ، وَلَك رَأْي وفيك نكلٌ، وَلَك قدرةٌ وفيك حسدٌ، فأصغر عيب فِيك أعظم عيب غَيْرك. فَقَالَ عَمْرو: أما وَالله مَا فِي قريشٍ أثقل وَطْأَة مِنْك، وَلَا لأحدٍ من قريشٍ عِنْدِي مثل قدرك. وَقَالَ بَعضهم: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَخْبرنِي عَن أبي بكر. قَالَ: كَانَ خيرا كُله على الحدة وَشدَّة الْغَضَب. قلت: أَخْبرنِي عَن عمر. قَالَ: كَانَ كالطائر الحذر قد علم أَنه نصب لَهُ فِي كل وَجه حبالةٌ، وَكَانَ يعْمل لكل يَوْم بِمَا فِيهِ على عنف السِّيَاق. قلت: أَخْبرنِي عَن عُثْمَان. قَالَ: كَانَ وَالله صوامًا قوامًا، لم يخدعه نَومه عَن يقظته. قلت: فصاحبكم. قَالَ: كَانَ وَالله مملوءًا علما وحلمًا غرته سابقته وقرابته، وَكَانَ يرى أَنه لَا يطْلب شَيْئا إِلَّا قدر عَلَيْهِ. قَالَ: أَكُنْتُم تَرَوْنَهُ محدودًا؟ قَالَ: أَنْتُم تَقولُونَ ذَلِك. وَقيل لَهُ: أَنِّي لَك هَذَا الْعلم؟ فَقَالَ: قلب عقول ولسان شئول. وَقَالَ: من ترك قَول: " لَا أَدْرِي " أُصِيبَت مقاتله.

1 / 285