انفذوا جيش أسامة، ارسلوا بعث أسامة، يكرر ذلك " (50) وهم مثاقلون. فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول دخل أسامة من معسكره على النبي صلى الله عليه وآله فأمره بالسير قائلا له: " أغد على بركة الله تعالى " (51) فودعه وخرج إلى المعسكر، ثم رجع ومعه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إليه - بأبي وأمي - وهو يجود بنفسه، فتوفي - روحي وأرواح العالمين له الفداء - في ذلك اليوم، فرجع الجيش باللواء إلى المدينة الطيبة، ثم عزموا على الغاء البعث بالمرة، وكلموا أبا بكر في ذلك وأصروا عليه غاية الاصرار (52). مع ما رأوه من اهتمام النبي صلى الله عليه وآله في انفاذه، وعنايته التامة في تعجيل ارساله، ونصوصه المتوالية في الاسراع به، على وجه يسبق الاخبار، وبذله الوسع في ذلك منذ عبأه بنفسه، وعهد إلى أسامة في أمره، وعقد لواءه بيده إلى أن احتضر - بأبي وأمي - فقال: " أغد على بركة الله تعالى " كما سمعت ولولا الخليفة لاجمعوا يومئذ على رد البعث وحل اللواء، لكنه أبى عليهم ذلك فلما رأوا منه العزم على ارسال البعث، جاءه عمر بن الخطاب حينئذ
---
(50) الرسول يأمر بتنفيذ جيش اسامة: راجع: كنز العمال ج 10 / 573، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 4 / 182. (51) الرسول صلى الله عليه وآله يأمر اسامة بالذهاب إلى الحرب: راجع: المغازى للواقدي ج 3 / 1120، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 191 السيرة الحلبية ج 3 / 208 وج 3 / 235 ط آخر، السيرة النبوية الدحلانية بهامش الحلبية ج 2 / 340، شرح النهج لابن أبى الحديد ج 1 / 53 ط 1 وج 1 / 160 بتحقيق أبو الفضل كنز العمال ج 10 / 574. (52) محاولة التراجع عن الغزو مع اسامة: راجع: الكامل ج 2 / 334 - 335، كنز العمال ج 10 / 575، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 4 / 183، السيرة الحلبية ج 3 / 236.
--- [35]
مخ ۳۴