ومراجعات خطية، بذلنا الوسع فيها ايغالا في البحث والتمحيص، وامعانا فيما يوجبه الانصاف والاعتراف بالحق، فكانت تلك المراجعات بيمن نقيبة الشيخ سفرا من انفع أسفار الحق، يتجلى فيها الهدى بأجلى مظاهره والحمد لله على التوفيق (1). وها هي تلك، منتشرة في طول البلاد وعرضها، تدعو إلى المناظرة بصدر شرحه الله للبحث، وقلب واع لما يقوله الفريقان، ورأي جميع ولب رصين، فلا تفوتنكم أيها الباحثون. نعم لي رجاء انيطه بكم فلا تخيبوه. امعنوا في أهداف النبي صلى الله عليه وآله ومراميه من أقواله وأفعاله. التي هي محل البحث بيننا وبين الجمهور، ولا تغلبنكم العاطفة على افهامكم وعقولكم، كالذين عاملوها معاملة المجمل أو المتشابه من القول، لا يأبهون بشئ من صحتها، ولا من صراحتها، والله تعالى يقول: (انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون) (8) فأين تذهبون، أيها المسلمون (ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى) (9). ما رأيت كنصوص الخلافة صريحة متواترة صودرت من أكثر الامة، والجرح لما يندمل والنبي لما يقبر. على ان حياة النبي بعد النبوة كانت مليئة مفعمة بتلك النصوص منذ يوم الانذار في دار أبي طالب (10) فما بعده من الايام حتى سجي صلى الله عليه وآله على فراش الموت
---
(1) وقد بلغت مائة واثنتي عشرة مراجعة (منه قدس). (8) سورة التكوير آية: 19 - 22. (9) سورة الحاقة آية: 3 - 5. (10) إذا دعا عشيرته الاقربين لينذرهم، وكان آخر كلامه معهم ان أخذ بيد على =
--- [9]
مخ ۸