فينبغي للعبد أن يشكر نعم الله عليه, فإن الله تعالى قال: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وقال تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما}. وإذا لم نشكر النعم بطاعة الله تعالى خيف من زوالها, فإنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أعطى الله عز وجل العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه, فإنما ذلك استدراج)), ثم نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} وينبغي أن تتقى المظالم فقد قال الله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الظلم ظلمات يوم القيامة)) وقال صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل أنه قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما, فلا تظالموا)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن: ((إياك ودعوة المظلوم, فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((في بعض الكتب التي أنزلها الله على بعض أنبيائه صلى الله عليهم: أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض, ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم, فإني لا أردها ولو كانت من كافر)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من كانت عنده مظلمة لأخيه في عرضه أو ماله فليتحللها منه قبل أن يدخل حيث لا يكون دينار ولا درهم, إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته, وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحملن عليه)) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع, قال: فإن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام, ويأتي قد شتم هذا, وقذف هذا, وأكل مال هذا, وسفك دم هذا, وضرب هذا, فيقضى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم. فطرحت عليه ثم طرح في النار)) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته)) فيعلم بسعادته جعل الله الخير من عادته.
مخ ۳۳۷