24

A Golden Advice to Islamic Groups

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

پوهندوی

مشهور حسن سلمان

خپرندوی

دار الراية

د چاپ کال

۱۴۱۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

مواقف ومشاعر الكثرة الكاثرة من الذين يتحركون في إطار التنظيمات الإسلامية المعاصرة (١) ... ويظهر هذا الفهم الخاطيء في أجلى صوره حين يترك فرد أو مجموعة، تنظيماً من التنظيمات القائمة ... وهذا يؤدي إلى مآسٍ نفسيّة وأخلاقيّة مدمّرة.

لذلك ... فإننا نؤكد أن كل تنظيم من التنظيمات، أو حركة من الحركات، أو جماعة من الجماعات. إنما هي جماعة من المسلمين، وليسوا - متفرّقين أو مجتمعين - جماعة المسلمين. كما أن الذي لا ينتسب إلى تنظيم إسلامي، أو حركة إِسلاميّة ... فإِنه لا يكون مفارقاً للجماعة، وإِذا مات لم تكن ميتته جاهليّة.

كما يدعونا انتشار الفهم الخاطيء لمعنى الجماعة التي يأثم المسلم بمفارقتها إِلى التأكيد على أن الأخوّة بين المسلمين، إِنما هي بأصل الإِيمان.

﴿ إنما المؤمنون إخوة ﴾ وليسوا إِخوة لانتمائهم لتنظيم ما أو حركة من الحركات.

ينشأ عن هذا ... أَنه يجب أن يعامل معاملة المؤمن، كلُّ من تشهد له نصوص الإِسلام، أنه من المسلمين، سواء كان في تنظيم أَم كان غيرَ منظّم.

وحينها يتجاوز العمل الإِسلامي عتبات الحزبيّة، ويكون العاملان ملتزمين في عملهم بمنهج الإِسلام، ولا يكون الالتزام بالأشخاص أو التنظيمات أو الجماعات، التي هي دائماً محل للخطأ والصواب، والكارثة

(١) ومما يؤكد هذا: ما قاله الإمام الشافعي في ((الرسالة)): (ص ٤٧٥): ((إذا كانت جماعتُهم مُتفرِّقةً في البلدان فلا تَقْدِرْ أحدٌ أَنْ يلزم جماعةَ أبدانِ قومٍ متفرقين، وقد وُجِدَتْ أبدانُ تكون مجتمعةً من المسلمين والكافرين والأتقياء والفُّجَّارِ. فلم يكن في لزوم الأبدان معنى، لأنه لا يمكن، ولأن اجتماع الأبدان لا يصنع شيئاً، فلم يكن لِلُزُوم جماعتهم معنىً، إلا ما عليه جماعتُهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما)).

وكلامه رحمه الله جيّد متين، جدير بالتأمّل، وهو موافق لما سنذكره: إن أيَّ جماعة من الجماعات إنما هي من المسلمين، لا جماعة المسلمين.

24